للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان فقيها صالحا، ذا مروءة، وكان من ورد إلى تعز إنما يأنس بهذا الفقيه، وإليه ورد الفقيه علي السرددي الآتي ذكره قريبا (١)، فعرفه بالبلد وأهلها، وكانت تعز أقل البلاد فقهاء بحيث لا يكاد يوجد في البلاد فقيه من أهلها.

وكان الفقيه علي بن أسعد المذكور محكّما في إنكاح من لا ولي لها في عسق-بفتح العين والسين المهملتين، ثم قاف-قرية صغيرة شرقي مغربة تعز على طريق القاصد من عدينة إلى ثعبات، فيحكى أن قوما من الشعابيّة (٢) ومن الرّعاء وصلوا إلى عسق لعقد نكاح، فلم يجدوا الفقيه، فقالت والدته: أنا أعقد لكم، فعقدت لهم النكاح وهم يظنون صحة ذلك، وتقدموا بلدهم، فلما وصل الفقيه .. أخبرته والدته بما اتفق، فشق ذلك عليه، وسألها عن بلدهم، فأخبرته، فخرج من فوره إليهم، فأخبرهم بعدم صحة العقد الأول، وعقد لهم النكاح، وكان من لطف الله أن الرجل لم يدخل بالمرأة، ثم رجع إلى قريته ولاطف أمه، ونهاها عن المعاودة إلى مثل ذلك، وأنها إن فعلت ذلك .. أثمت إثما عظيما.

ولما بنى ياقوت الجمالي والي الحصن القبة المعروفة بقبة الجمالي في مغربة تعز .. رتّب الفقيه المذكور إماما فيها، وكان ذلك في إقبال شهر رمضان، فأمره الأمير أن يشفّع به في الحصن، ويستنيب في القبّة، ففعل، فلما كان ليلة الختم في الحصن .. حصل للفقيه من الأمير وحاشيته نحو خمس مائة دينار وكسوة جيدة، فاشترى بها أرضا، وبنى عندها بيتا، وسكن فيه قانعا بمتحصل الأرض، وزهد في إمامة القبة، وكان على طريقة محمودة.

ولم أتحقق تاريخ وفاته، إلا أنه كان موجودا في هذه المائة، والله أعلم.

٣٤٨٣ - [علي الثعباتي] (٣)

علي الثعباتي، نسبة إلى ثعبات البلدة المعروفة قرب تعز.

كان فقيها صالحا، ناسكا عابدا مجتهدا، مشهورا بالفضل والبركة واستجابة الدعاء، وأمّ بمسجد ثعبات.

ولم أقف على تاريخ وفاته، إلا أنه كان موجودا في هذه المائة يقينا.


(١) بل تقدمت ترجمته في العشرين قبل هذه، انظر (٥/ ١٧٠).
(٢) في «السلوك» (٢/ ١٥٣) و «طراز أعلام الزمن» (٢/ ٢٣٢): (الشعبانية).
(٣) «السلوك» (٢/ ١٥٣)، و «طراز أعلام الزمن» (٢/ ٢٣٣)، و «تحفة الزمن» (١/ ٤٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>