توفي رحمه الله ثامن وعشرين شهر المحرم من سنة ست وسبعين وست مائة بقصره بدمشق، وخلف من الأولاد: الملك السعيد محمدا ولي السلطنة بعده، والخضر، وسلامش، وسبع بنات، ودفن بتربة أنشأها [ابنه].
٣٢٢٦ - [إسماعيل بن محمد الحضرمي](١)
إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن علي بن عبد الله بن إسماعيل بن أحمد بن ميمون الحضرمي الحميري اليزني-نسبة إلى الملك ذي يزن-الإمام العارف بالله، إمام اليمن، وبركة الزمن، شيخ الطريقين، وقدوة الفريقين، الملقب بقطب الدين.
ولد تاسع ذي الحجة سنة إحدى وست مائة.
ويحكى أن أباه لما تزوج أمه .. قيل له: يا محمد؛ يأتيك من زوجتك هذه ولدان:
محدّث-بفتح الدال-ومحدّث-بكسرها-فأتت بإسماعيل هذا، وهو الذي داله مفتوحة، ثم أتت بإبراهيم، وهو الذي داله مكسورة.
تفقه الفقيه إسماعيل المذكور بأبيه وعمه علي بن إسماعيل، وأخذ عن جماعة من الكبار، كيونس بن يحيى، والبرهان الحصري وغيرهما.
وبه تفقه عدة من العلماء الأفاضل، كالفقيه عبد الله بن أبي بكر الخطيب، وهو أول من اشتغل عليه، والفقيه أحمد بن أبي بكر الرنبول، والقاضي أحمد بن علي العامري شارح «التنبيه»، والفقيه علي بن أحمد الجحيفي وغيرهم من الفضلاء.
وشرح «المهذب» شرحا حسنا شافيا، وله المصنفات المفيدة، وكان نقالا للفروع، غواصا على دقائقه، وكان مبارك التدريس.
ولد بقرية الضّحي، وبها نشأ، ثم استوطن زبيد، واجتمع به المظفر غير مرة، وسمع عليه «صحيح البخاري»، فلما بلغ القارئ إلى ذكر الخمر وتحريمه .. أشار الفقيه إلى القارئ بإعادة الباب وأحاديثه مرارا بحيث فهم السلطان أنه يعرض له بإبطاله، فقال: قد فهمنا غرضك يا فقيه، ونحن نأمر بإبطال الخمر إن شاء الله تعالى، فاستمر القارئ على
(١) «السلوك» (٢/ ٣٦)، و «مرآة الجنان» (٤/ ١٧٥)، و «طبقات الشافعية الكبرى» (٨/ ١٣٠)، و «العقود اللؤلؤية» (١/ ٢٠١)، و «طراز أعلام الزمن» (١/ ٢٣٣)، و «تحفة الزمن» (١/ ٣٩٧)، و «طبقات الخواص» (ص ٩٥)، و «غربال الزمان» (ص ٥٥١)، و «طبقات الصوفية» للمناوي (٢/ ٣٩٠)، و «هجر العلم» (٣/ ١١٩١).