للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يصيح: هذا علي بن عبد الله الكذاب، فأتيته وقلت: ما هذا الذي نسبوه إليك من الكذب؟ قال: بلغهم عني أني قلت: إن هذا الأمر سيكون في ولدي، والله ليكونن فيهم حتى يملكهم عبيدهم الصغار العيون العراض الوجوه) (١).

وروي: أن عليا المذكور دخل على هشام بن عبد الملك ومعه ابنا ابنه الخليفتان السفاح والمنصور، فأوسع له على سريره وبره، وسأله حاجته، فقال: ثلاثون ألف درهم عليّ دين، فأمر بقضائها، فقال: واستوص بابني هذين خيرا ففعل فشكره وقال: وصلتك رحم، فلما ولى .. قال هشام لأصحابه: إن هذا الشيخ قد اختل وخلط فصار يقول: إن هذا الأمر سيصل إلى ولده، فسمعه علي فقال: والله؛ ليكونن ذلك وليملكن هذان.

وكان أصغر أولاد أبيه، وكان ثقة قليل الحديث كثير الصلاة، حتى كان يدعى بالسّجاد، يقال: كان له خمس مائة زيتونة، فكان يصلي تحت كل زيتونة كل يوم ركعتين فيجتمع له ألف ركعة في اليوم.

وتوفي بالحميمة من أرض البلقاء في سنة ثمان-أو سبع أو تسع-عشرة ومائة.

٥٧١ - [عمرو بن شعيب] (٢)

عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاصي القرشي السهمي المدني- ويقال: المكي، ويقال: الطائفي-أبو إبراهيم.

سمع أباه، ومعظم رواياته عنه، وسعيد بن المسيب، وطاووسا، وعروة، ومجاهدا وغيرهم.

وروى عنه عطاء بن أبي رباح، وعمرو بن دينار، والزهري، وخلق من التابعين.

ووثقه أئمة الحديث، وإنما أنكر عليه كثرة روايته عن أبيه عن جده؛ لأنه أخذ صحيفة كانت عنده فرواها.

قال ابن عدي: (روى عنه أئمة الناس وثقاتهم، لكن أحاديثه عن أبيه عن جده مع احتمالهم إياه لم يدخلوه في الصحاح، وأنكر بعضهم سماع شعيب من جده عبد الله بن


(١) «الكامل في اللغة والأدب» (٢/ ٧٥٧).
(٢) «طبقات ابن سعد» (٧/ ٤١٢)، و «المعارف» (ص ٢٨٧)، و «الكامل في الضعفاء» (٥/ ١١٤)، و «تهذيب الأسماء واللغات» (٢/ ٢٨)، و «تهذيب الكمال» (٢٢/ ٦٤)، و «سير أعلام النبلاء» (٥/ ١٦٥)، و «تاريخ الإسلام» (٧/ ٤٣٣)، و «تقريب التهذيب» (ص ٤٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>