للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال يحيى بن يحيى النيسابوري: سمعت أبا يوسف عند وفاته يقول: كل ما أفتيت به فقد رجعت عنه إلا ما وافق الكتاب والسنة.

وقال محمد بن سماعة: سمعت أبا يوسف في اليوم الذي مات فيه يقول: اللهم؛ إنك تعلم أني لم أجر في حكم حكمت به بين اثنين من عبادك تعمدا، ولقد اجتهدت في الحكم بما وافق كتابك وسنة نبيك صلّى الله عليه وسلم، وكل ما أشكل علي جعلت أبا حنيفة بيني وبينك، وكان عندي والله ممن يعرف أمرك، ولا يخرج عن الحق وهو يعلمه.

قال ابن خلكان: (وأكثر العلماء على تفضيله وتعظيمه، قال: وقد نقل الخطيب في «تاريخه» ألفاظا عن عبد الله بن المبارك، ووكيع، ويزيد بن هارون، والبخاري ينبو السمع عنها تركت ذكرها، والله أعلم بحاله) (١).

توفي سنة اثنتين وثمانين ومائة، وعمره قريب من سبعين سنة.

٨٧١ - [يونس بن حبيب النحوي] (٢)

يونس بن حبيب النحوي مولى بني ضبة.

أخذ الأدب عن أبي عمرو بن العلاء، وحماد بن سلمة، وسمع من العرب، وكان النحو أغلب عليه.

سمع منه الكسائي، والفراء، وروى عنه سيبويه كثيرا، وله تصانيف.

قال يونس: العرب تقول: (فرقة الأحباب سقم الألباب) وأنشد: [من الكامل]

شيئان لو بكت الدماء عليهما ... عيناي حتى يؤذنا بذهاب

لم يبلغا المعشار من حقيهما ... شرخ الشباب وفرقة الأحباب

قال أبو عبيدة: قدم سليمان العباسي من عند الخليفة المهدي، فبعث إلى يونس بن حبيب، فقال: أنا وأمير المؤمنين اختلفنا في هذا البيت: [من الكامل]

والشيب ينهض في السواد كأنه ... ليل يصيح بجانبيه نهار


(١) «وفيات الأعيان» (٦/ ٣٨٨)، وانظر «تاريخ بغداد» (١٤/ ٢٥٨).
(٢) «المعارف» (ص ٥٤١)، و «الجرح والتعديل» (٩/ ٢٣٧)، و «الكامل في التاريخ» (٥/ ٣٣٣)، و «معجم الأدباء» (٦/ ٢٨١)، و «وفيات الأعيان» (٧/ ٢٤٤)، و «سير أعلام النبلاء» (٨/ ١٩١)، و «تاريخ الإسلام» (١٢/ ٤٨٠)، و «مرآة الجنان» (١/ ٣٨٨)، و «شذرات الذهب» (٢/ ٣٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>