للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما بلغ ذلك عطاء .. قال: والله؛ لم أفته، ويقال: إن المرأة قالت لهذا القائل المتعرض لها: آلله أفتاك عطاء بذلك؟ قال: الله، قالت: فدونك ولا تجاوز ما قاله عطاء.

ومن غرائبه: أنه كان يرى جواز القصر لمن أراد السفر قبل خروجه من البلد، وأنه إذا كان يوم الجمعة يوم عيد .. تجب صلاة العيد ولا تجب بعدها جمعة ولا ظهر، ولا صلاة واجبة بعد العيد إلا العصر، وأنه كان يرى إباحة وطء الجواري بإذن أربابهن، ولا ينبغي أن يعتقد فيه ما قاله بعضهم: إنه كان يبعث بجواريه لضيفانه؛ فإنه وإن رأى الحل فالمروءة والغيرة تأبى ذلك.

توفي سنة خمس عشرة ومائة، كما نقله النووي والجمهور (١)، أو سنة أربع عشرة، أو سبع عشرة.

٥٥٣ - [وهب بن منبه] (٢)

وهب بن منبه بن كامل بن سيج-بفتح السين المهملة ثم مثناة من تحت ساكنة ثم جيم- أبو عبد الله التابعي اليمني الأبناوي (٣) الصنعاني، ويقال: الذّماري-بكسر الذال المعجمة- نسبة إلى قرية على مرحلتين من صنعاء اليمن، وهو أخو همام ومعقل وغيلان وعبد الله وعمر بنو منبه.

سمع جابر بن عبد الله، وابن عباس، وابن عمرو بن العاصي، وأبا سعيد، وأبا هريرة، وغيرهم من الصحابة.

وروى عنه عمرو بن دينار، والمغيرة بن حكيم، وغيرهما من التابعين.

وله معرفة تامة بكتب الأولين وأخبار الأمم الماضين؛ بحيث كان يشبه بكعب الأحبار في زمانه، واتفقوا على توثيقه، وله مصنف ترجمه بذكر الملوك المتوّجة من حمير وأخبارهم وقصصهم وقبورهم وأشعارهم في مجلد واحد، وهو من الكتب المفيدة.

توفي بصنعاء اليمن سنة أربع عشرة ومائة وله ثمانون سنة.


(١) انظر «تهذيب الأسماء واللغات» (١/ ٣٣٤).
(٢) «طبقات ابن سعد» (٨/ ١٠٢)، و «تهذيب الأسماء واللغات» (٢/ ١٤٩)، و «تهذيب الكمال» (٣١/ ١٤٠)، و «سير أعلام النبلاء» (٤/ ٥٥٤)، و «تاريخ الإسلام» (٧/ ٤٩٧)، و «مرآة الجنان» (١/ ٢٤٨)، و «تهذيب التهذيب» (٤/ ٣٣٢)، و «شذرات الذهب» (٢/ ٧٣).
(٣) الأبناوي: نسبة إلى الأبناء، وهم من ولد باليمن من أبناء الفرس. «اللباب» (١/ ٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>