للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٣٨٣ - [محمد بن أحمد الترمذي] (١)

أبو جعفر محمد بن أحمد الترمذي، شيخ الشافعية بالعراق قبل ابن سريج.

كان زاهدا ناسكا، قانعا باليسير، صبورا على الفقر.

قال الدارقطني: لم يكن بالعراق للشافعية أرأس ولا أورع منه.

حدث عن جماعة كثيرة، منهم يحيى بن بكير المصري، وروى عنه جماعة، منهم أحمد بن كامل، روى بالإسناد إليه عنه أنه تقوت في سبعة عشر يوما خمس حبات، أو سبع، أو ثلاث حبات، فقيل له: كيف عملت؟ فقال: لم يكن عندي غيرها، فاشتريت بها لفتا، فكنت آكل كل يوم واحدة.

وذكر أبو إسحاق الزجاج النحوي أنه كان يجرى عليه كل شهر أربعة دراهم، وكان لا يسأل أحدا شيئا، وكان يقول: تفقهت على مذهب أبي حنيفة، فرأيت النبي صلّى الله عليه وسلم في مسجد المدينة عام حججت، فقلت: يا رسول الله؛ تفقهت بقول أبي حنيفة، أفآخذ به؟ فقال: لا، فقلت: آخذ بقول مالك بن أنس؟ فقال: خذ منه ما وافق سنتي، قلت: فآخذ بقول الشافعي؟ فقال: ما هو بقوله، إلا أنه أخذ بسنتي، ورد على من خالفها، فخرجت في إثر هذه الرؤيا إلى مصر، وكتبت كتب الشافعي.

كذا ذكره جماعة من أهل الطبقات والتواريخ، منهم: الشيخ أبو إسحاق الشيرازي (٢)، والقاضي ابن خلكان، كذا في «تاريخ اليافعي» في ترجمة أبي جعفر الترمذي المذكور (٣)، ووقفت في «طبقات السبكي الكبرى» على مثل هذه الحكاية بل عينها أنها اتفقت للإمام محمد بن نصر المروزي (٤)، وقد ذكرتها في ترجمته، فلعل ذلك اتفق للإمامين جميعا، والله سبحانه أعلم.

توفي سنة خمس وتسعين ومائتين.


(١) «المنتظم» (٧/ ٣٩٣)، و «الكامل في التاريخ» (٦/ ٥٦٧)، و «تاريخ الإسلام» (٢٢/ ٢٤٤)، و «العبر» (٢/ ١٠٩)، و «مرآة الجنان» (٢/ ٢٢٤)، و «شذرات الذهب» (٣/ ٤٠٣).
(٢) انظر «طبقات الفقهاء» (١/ ١١٥).
(٣) انظر «مرآة الجنان» (٢/ ٢٢٥)، و «وفيات الأعيان» (٤/ ١٩٥).
(٤) انظر «طبقات الشافعية الكبرى» (٢/ ٢٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>