كان رجلا فاضلا، يسلك طريق الجد والاجتهاد في العبادة، ثم تغير حاله، فصار يخبر أنه الفاطمي المنتظر آخر الزمان.
فلما بلغ خبره المنصور .. خشي أن يحدث منه ما حدث من مرغم الصوفي في أيام المسعود بن الكامل الأيوبي، استدعاه وسأله عما نقل عنه، فقال: نعم، فأمر به فشنق في الميدان؛ حسما لمادة المتعبدين عن ادعاء ذلك.
ولم أقف على تاريخ وفاته، إلا أن شنقه كان أيام المنصور في هذه العشرين، أو أوائل التي بعدها.
٢٩٧٦ - [علي بن عبد الله الكردي](١)
علي بن عبد الله بن عبد الرحيم الكردي.
تفقه بإبراهيم ابن عجيل، وبعلي بن حسين البجلي، وعلي بن مسعود اللحجي.
وكان فقيها عالما، محققا بارعا ورعا، كبير القدر، شهير الذكر، موصوفا بجودة الفقه ورصانة الدين.
ولما كتب له الفقيه إبراهيم ابن عجيل إجازته .. قال: قرأ علي الفقيه السيد الأفضل، الورع الزاهد الأعدل، العابد المجتهد المتقن المتيقظ المحصل، أبو الحسن، وذكر اسمه ونسبه كما تقدم، وكفى بذلك شاهدا على فضله.
ولم أقف على تاريخ وفاته، إلا أنه كان موجودا في هذه العشرين يقينا؛ فإن الإجازة مؤرخة بسنة اثنتين وعشرين وست مائة، وانتفع به جمع كبير من الجبل وغيره.
وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
***
(١) «السلوك» (٢/ ٢٩٩)، و «العطايا السنية» (ص ٤٦٦)، و «طراز أعلام الزمن» (٢/ ٣٠٢)، و «تحفة الزمن» (١/ ٥٦٨).