للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[السنة الثامنة]

فيها: أطلقت حماة لنائبها قبجق، وسار السلطان إلى الكرك ليحج، فدخلها، وبعث نائبها جمال الدين إلى مصر، وزهد في مملكة محجور عليه فيها، ولوح بعزل نفسه، فوثب على الملك بيبرس الجاشنكير وتسلطن، ولقب بالمظفر، وأقر على نيابة الملك سلار، وحلف له أمراء النواحي، وجاء كتاب الناصر من الكرك: أن له عليهم بيعة بالطاعة، وقد أمرهم بالطاعة لمن يتولى ويشير بالاتفاق، وما فيه تصريح بعزل نفسه (١).

وفيها: مات الشيخ الحلبوني، ورئيس الطب بمصر ابن أبي خليقة، قيل: تركته ثلاث مائة ألف دينار، والمعمرة أم عبد الله فاطمة بنت سليمان بن عبد الكريم الأنصاري، والملك المسعود نجم الدين خضر بن الظاهر، وبمكة شيخ الحرم ظهير الدين محمد بن عبد الله بن منعة البغدادي، وبالمهجم من اليمن الحافظ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن سامة الطائي مفيد مصر، وبدمشق أبو جعفر محمد بن علي السلمي العباسي الدمشقي، وبحماة أم عمر خديجة بنت عمر بن أحمد، وبغرناطة الحافظ أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي، وشهاب بن علي، والعماد بن الطبال.

***

[السنة التاسعة]

فيها: بعث بابن تيمية مع مقدم إلى الإسكندرية، واعتقل ببرج، ومن أراد دخل عليه، وأبطلت الخمور والفاحشة من السواحل (٢).

وفي وسط السنة: ثار أمراء، وهموا بقتل السلطان المظفر بيبرس فتحرز، فساقوا على حمية إلى العريش، ثم دخلوا الكرك وحركوا همة السلطان، وكان رأسهم نغية المنصوري، وهم فوق المائة، فسار السلطان قاصدا دمشق، وراسل الأفرم، فتوقف وقال: كيف هذا وقد حلفنا للمظفر؟ ! ثم خذل، وفر إلى الشقيف، ثم دخل السلطان إلى قصر الميدان، فأتاه مسرعا نائب حلب قراسنقر، ونائب حماة قبجق، ونائب الساحل أسندمر، والتف إليه جميع عسكر الشام، ثم سار بهم بعد أيام في أهبة عظيمة نحو مصر، فبرز المظفر في


(١) «ذيل العبر» للذهبي (ص ٤٠)، و «مرآة الجنان» (٤/ ٢٤٤)، و «البداية والنهاية» (٤/ ٤٥٧).
(٢) «مرآة الجنان» (٤/ ٢٤٥)، و «البداية والنهاية» (١٤/ ٤٥٩)، و «غربال الزمان» (ص ٥٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>