للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ركب دابته يوما بزبيد لبعض حوائجه، فمرت الدابة على كلب فنبحها، فجفلت بالفقيه عن ظهرها، فوقع على الأرض ميتا رحمه الله تعالى، وذلك في عاشر شهر رمضان سنة إحدى وستين وست مائة.

٣١٢١ - [محمد القيقل] (١)

محمد بن سليمان القيقل-بقافين مفتوحتين بينهما مثناة من تحت ساكنة، وآخره لام- وأصله من محل ماتع، قرية من قرى وادي زبيد على جانبه الأيمن.

كان فقيها محدثا فاضلا، وهو الذي سمع المظفر الحديث بقراءته على الفقيه محمد بن إبراهيم الفشلي المذكور قبله.

ولم أقف على تاريخ وفاته، فذكرته في طبقة شيخه الفشلي رحمهما الله تعالى آمين.

٣١٢٢ - [سعيد الفراوي] (٢)

أبو محمد سعيد الأديب، نزيل قرية الفراوي.

وكان عابدا صالحا زاهدا، مشهورا بالخير في تلك الناحية، لازما طريقة التنسك، وله بعض اشتغال بالكتب إلى أن توفي في سنة إحدى وستين وست مائة، وحضر دفنه عالم لا يحصون كثرة، فيهم الفقيه عمر بن سعيد، والشيخ علي بن عبد الله صاحب المقداحة.

وكان دفنه آخر النهار، فبات في قريته جماعة من الذين حضروا دفنه، فيروى أنه حصل لهم من بعض جيرانهم تورة مملوءة لحوحا وإناء من الزّوم (٣)، فتقلد أحد الرجلين بكفاية الحاضرين من اللحوح، وتقلد الآخر بكفايتهم من ذلك الزوم، ففعلا ذلك حتى صدر الحاضرون شباعا، ثم بعد أيام وصل الفقيه حسين بن الفقيه أبي السعود، فأقام في الموضع وأحياه، رحمة الله عليهم أجمعين.


(١) «السلوك» (٢/ ٣٣)، و «طراز أعلام الزمن» (٣/ ١٩٦)، و «تحفة الزمن» (١/ ٣٩٤).
(٢) «السلوك» (٢/ ٢١٤)، و «العقود اللؤلؤية» (١/ ١٤٣)، و «طراز أعلام الزمن» (١/ ٤٦٩)، و «تحفة الزمن» (١/ ٥١٥).
(٣) التورة: وعاء واسع يصنع من خوص النخل ونحوه. واللّحوح-بفتح فضم-: خبز يصنع من الذرة، ليّن رقيق. والزّوم- بفتح فسكون-: إدام للطعام، يتخذ من اللبن المغلي المتبل ببعض البهارات (لهجات يمنية).

<<  <  ج: ص:  >  >>