للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاطمة، ولمّا توفيت رقية وهي في عصمة عثمان بن عفان .. زوّجه صلّى الله عليه وسلم أمّ كلثوم على مثل صداق رقيّة وعلى مثل عشرتها، فتوفيت عنده سنة تسع، فقال صلّى الله عليه وسلم: «لو أنّ عندي ثالثة .. لزوّجتها عثمان» (١)، رضي الله عنهما.

قلت: وزاد في «الرياض المستطابة» للعامري بلفظ: (وفي رواية: «لو كان عندي أربعون بنتا .. لزوّجتهنّ عثمان، واحدة بعد واحدة») (٢)، والله أعلم.

١٧٤ - [النجاشي] (٣)

النجاشي ملك الحبشة، واسمه: أصحمة، ومعناه بالعربية: عطية، كذا ذكره في «البهجة» للعامري (٤).

أسلم على يد جعفر بن أبي طالب، ومات بالحبشة سنة تسع، وصلّى عليه النبي صلّى الله عليه وسلم وأصحابه بالمدينة (٥).

قلت: قال الحافظ شهاب الدين أحمد بن الخطيب القسطلاّني في كتابه «المواهب»:

(وقد وهم من قال: إنه النجاشي الذي بعث إليه النبي صلّى الله عليه وسلم عمرو بن أمية الضميري بكتابه الكريم، وذكر إسلامه وإجابته لمّا دعاه إليه النبي صلّى الله عليه وسلم.

قال: وقد خلط راويه؛ فإنهما اثنان، وقد جاء ذلك مبينا في «صحيح مسلم»: «أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم كتب إلى النجاشي، وليس بالذي صلّى عليه») (٦)، رضي الله عنه.


(١) أخرجه الطبراني في «الكبير» (١٧/ ١٨٤).
(٢) «الرياض المستطابة» (ص ١٥٨)، والرواية أخرجها ابن عدي في «الكامل» (٢٤٧) من طريق النضر بن منصور، وقال: (والنضر بن منصور هذا يعرف بهذه الأحاديث ... ، فلا يأتي بها غيره عن أبي الجنوب).والنضر هذا قال عنه البخاري في «التاريخ الكبير» (٨/ ٩١): (منكر الحديث)، وعند الطبراني في «الأوسط» (٦١١٢): عن ابن عباس قال: قال لي عثمان: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلم حين زوجني ابنته الأخرى: «لو أن عندي عشرا .. لزوجتكهنّ واحدة بعد واحدة؛ فإني عنك لراض».
(٣) «أسد الغابة» (١/ ١١٩)، و «سير أعلام النبلاء» (١/ ٤٢٨)، و «تاريخ الإسلام» (٢/ ٦٢٥)، و «الإصابة» (١/ ١١٧)، و «شذرات الذهب» (١/ ١٢٨).
(٤) انظر «بهجة المحافل» (٢/ ٦٧).
(٥) أخرجه البخاري (١٢٤٥)، ومسلم (٩٥١).
(٦) «المواهب اللدنية» (٢/ ١٤٣)، والحديث في «صحيح مسلم» (١٧٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>