وفيها: خرج الأمير مرجان إلى لحج لحفظ مغلهما عن امتداد أيدي العرب إليه.
وفيها: نزل الشيخ عبد الملك والنقيب عبد الله بن عبد النبي من الجبل إلى حياز، فلما استقر عبد الله بن عبد النبي بحياز .. نزل إلى لحج مبادرة على أن يقيم الشيخ والجند بحياز لسلاّك طريقها، فحسب أن نزل عبد الله بن عبد النبي نزل بنزوله جميع الجند والعسكر، وبقي الشيخ عبد الملك وحده ليس معه إلا خاصته وجماعة، فتبعهم في النزول إلى لحج، وعلم الأمير بنزول ابن عبد النبي ولم يعلم بنزول الشيخ عبد الملك وقد هو (١) بطرف الوادي، فخرج للقائه، ولام حفيده عبد الله بن عبد النبي على ما فعله مع الشيخ عبد الملك، فمكث الأمير بلحج أياما، ثم دخل أوائل ربيع الأول، ولازمه الشيخ عبد الملك في الدخول معه، فاعتذر بأنه ما هو داخل إلا لتمهيد الضيافة، ووعد الشيخ بالدخول إلى عدن عن قريب، وصار الشيخ يطالبه ويكاتبه في إنجاز الوعد بالدخول، وأن ما غرضه بالدخول إلا أن يقيم بها أياما قلائل ثم يخرج إلى الجبل؛ فإن قبائل الجبل لا تنقاد له دون أن يدخل عدن ويخرج منها، فيتحققوا أنه سلطانها، وبقي الأمير يماطله ويساجله في ذلك.
وفي نصف ربيع الأول: رأى المرتّبون بحصون عدن سوادا في الصادة، فتخيل لهم أن الشيخ عبد الملك وصل بجند ليدخل عدن قهرا، فأعلموا الأمير بذلك فانزعج، واضطرب حال الجند وأهل البلد، فأرسل الأمير من يثق به من جنده إلى باب البر ليمنعوه من دخول الشيخ منه إلى عدن، وأرسل طائفة من العسكر من حيث جاء، فوصلوا إلى الصادة ولم يجدوا بها أحدا.
وأكثر الشيخ عبد الملك من الكتب إلى الأمير وإلى الفقيه عفيف الدين عبد الله بن شيخنا محمد بن أحمد فضل في استنجاز الوعد بالدخول، وتلطف في ذلك حتى تقرر عند الأمير أنه ما عسى أن يكون حد عمله إن أدخله؛ فإن الحصون بيد الأمير، والعسكر على رأسه، والمال تحت يده، فرأى أن يدخله ليقيم بعدن أياما، ثم يجهزه راجعا إلى الجبل، فأذن له
(١) كذا في الأصول، والمعنى: وهو بطرف الوادي (لهجة يمنية).