وكان خطيبا بليغا، ثم عزل بعد سنة بالخطيب الموفق، فسافر مع الحجاج، ودخل العراق.
وتوفي بواسط سنة أربع وتسعين وست مائة.
وكان كثير الاشتغال بالعبادة، وكتبه أكثر من ألفي مجلد، ذو كرم وسعة صدر ووجاهة عند الأمراء والكبراء.
٣٣٩١ - [المحب الطبري](١)
أبو العباس أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر المكي الشافعي، المعروف بالمحب الطبري، شيخ الحرم، العلامة الحافظ.
ولد سنة خمس عشرة وست مائة.
اشتغل بقوص على الشيخ مجد الدين القشيري، وسمع من ابن المقير، وابن الجمّيزي وجماعة غيرهما.
وصنف في الفقه والحديث كتبا مبسوطات ومختصرات، منها «شرح التنبيه»، وهو شرح حسن، وصنف في المناسك وفي الألغاز، وكتابه في أحاديث الأحكام في عشر مجلدات أجاد فيه وأفاد، وهو كتاب حافل، جمع فيه بين الحديث الحسن والصحيح، وقد يورد فيه الضعيف من غير تنبيه على ضعفه.
وكان إماما عالما، مجتهدا، عارفا بالفقه والآثار.
وبالجملة فكان محدث الحجاز، وشيخ الشافعية في زمنه، وله الجاه العظيم عند المظفر الرسولي، طلبه المظفر إلى اليمن، فلما وصل إليه .. أكرمه وبجله، وعظمه وأجله، وسمع عليه كثيرا من أمهات الحديث ومن مصنفاته وغيرها.
وله شعر حسن.
وتوفي في ذي القعدة سنة أربع وتسعين وست مائة. مذكور في الأصل.
(١) «تاريخ الإسلام» (٥٢/ ٢١٠)، و «العبر» (٥/ ٢٨٢)، و «مرآة الجنان» (٤/ ٢٢٤)، و «طبقات الشافعية الكبرى» (٨/ ١٨)، و «طبقات الفقهاء الشافعيين» (٢/ ٣٦٦)، و «المنهل الصافي» (١/ ٣٤٢)، و «شذرات الذهب» (٧/ ٧٤٣).