للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٥٨٩ - [أبو الخير المأربي] (١)

أبو الخير بن عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن جبر-ضد الكسر- المأربي، نسبة إلى مأرب، البلد المعروفة.

قدم أبوه عبد الله إلى ميفعة وقد تفقه، فأحبه أهل البلد واعتلقوا به، فأقام عندهم مفتيا وحاكما إلى أن توفي، فخرج ابنه أبو الخير المذكور من ميفعة طالبا للعلم، فقصد الطرية، وقرأ على الفقيه عبد الرحمن بن أبي الخير المقدم ذكره في العشرين الثالثة من المائة السابعة (٢)، ويقال: إن بينهما قرابة لازمة، فتفقه به تفقها جيدا، ثم عاد إلى حجر، وخلت الشحر عن حاكم بموت قاضيها عبد الرحمن السّبتي المقدم (٣)، فطلب أبو الخير المذكور إلى الشحر، وجعل حاكما ومفتيا، فانتفع به أهل الشحر، وانتشر عنه الفقه انتشارا كليا.

وتفقه به جماعة من أهل الشحر وحضرموت، منهم أحمد بن عبد الرحمن السبتي، وحسن بن علي باجبير الحضرمي-وكان فقيه الشحر في عصره-ثم علي بن عبد الله با أسد الحضرمي، وعبد الله بن أحمد با حارث من شبام، ويعرف بعبيد-تصغير عبد-ومحمد بن مسعود عرف بأبي بهير من بور.

فلم يزل أبو الخير حاكم الشحر ومفتيها إلى أن ملكها المظفر يوسف بن عمر في سنة ست وسبعين وست مائة، فنصّب القاضي البهاء فيها حاكما من قضاة إبين يقال له: عمر بن محمد بن إبراهيم الكريدي-مصغر كردي-فلزم الفقيه أبو الخير بيته، فكان الكريدي يستدعي الفقيه أبا الخير في قضايا لا يليق استحضاره فيها ولا يجوز، وإذا حضر .. تسفه عليه تسفها لا يفعله إلا السّفلة فضلا عن قاض إلى قاض، وكان أهل الشحر يقولون: بينهما في الفقه والدين كما بين البهيمة والآدمي، فلما طال على الفقيه أبي الخير الفحش وسوء الأدب من القاضي الكريدي .. خرج من الشحر إلى حضرموت، فأقام بها مدة، ثم عاد إلى حجر مسكنه أولا، فلم يزل بها إلى أن توفي على رأس خمس وسبع مائة، وقبره هناك مشهور يزار ويتبرك به في قرية تعرف بالحصين-تصغير حصن-وخلفه ابن هناك اسمه: أحمد، كان


(١) «السلوك» (٢/ ٤٥٦)، و «طراز أعلام الزمن» (٢/ ٨٩)، و «تحفة الزمن» (٢/ ٤٢٠).
(٢) انظر (٥/ ٢١٤).
(٣) انظر (٥/ ٣٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>