للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دمياط إلى الكامل، فأجابهم، ثم جاءه أخواه بالعساكر في رجب، وعمل سماطا عظيما (١)، وأحضر ملوك الفرنج، وأنعم عليهم، ووقف في خدمته أخواه المعظم والأشرف، وكان يوما مشهودا، وقام راجح الحلي، فأنشد قصيدة منها: [من الطويل]

ونادى لسان الكون في الأرض رافعا ... عقيرته في الخافقين ومنشدا

أعبّاد عيسى إن عيسى وحزبه ... وموسى جميعا ينصرون محمدا

أشار إلى الإخوة الثلاثة (٢).

قال الشيخ اليافعي: (وما ألطف هذه الإشارة، وأطرف هذه العبارة، وأحسن سهولة هذا النظم وعذوبته! وأشار بعيسى إلى الملك المعظم، وبموسى إلى الملك الأشرف، وبمحمد إلى الملك الكامل، وحسن مطابقة الحال أن عيسى وموسى المذكورين كانا في خدمة محمد، ومتابعة طاعته وتبجيله واحترامه، كذلك موسى وعيسى صلوات الله وسلامه عليهما وعلى نبينا لم يزالا في تبجيل محمد صلّى الله عليه وسلم، ولو كانا حيين ما وسعهما إلا متابعته كما ورد في الحديث، وجاء في هذه المطابقة أعظم تبكيت للفرنج الحاضرين، بل لليهود والنصارى أجمعين) (٣).

وفيها: توفي الشيخ نجم الدين الكبرى، وأبو نصر موسى بن الشيخ عبد القادر الجيلاني، وأبو الدر ياقوت بن عبد الله الموصلي الكاتب.

***

[السنة التاسعة عشرة]

فيها: توفي الأمير أبو العباس أحمد بن الأمير سيف الدين علي بن أحمد بن أبي الهيجاء المعروف بابن المشطوب، والشيخ علي ابن إدريس البعقوبي، والخضر بن نصر الإربلي، والشيخ الصالح يونس بن يوسف الشيباني.

***


(١) السّماط: الصف.
(٢) «تاريخ الإسلام» (٤٤/ ٥٥)، و «العبر» (٥/ ٧٢)، و «البداية والنهاية» (١٣/ ١١١)، و «مرآة الجنان» (٤/ ٣٩)، و «شذرات الذهب» (٧/ ١٤٠).
(٣) «مرآة الجنان» (٤/ ٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>