للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان فقيها عارفا، كاملا محدثا، تفقه بابن عمه أحمد، وبعلي بن إبراهيم البجلي.

عاش إلى سنة عشرين وسبع مائة، ولم أقف على تاريخ وفاته.

وكان ابن عمه محمد بن عبد الرحمن فقيه قومه والمدرس فيهم، وإليه انتهت رئاسة الفتوى، وكان فقيها ورعا، عابدا زاهدا، له رياضة مذكورة، وكرامات مشهورة.

٣٧٨٥ - [أبو محمد السودي] (١)

عبد الله بن السّودي-بفتح السين المهملة-أبو محمد.

كان فقيها خيرا، عابدا زاهدا، سكن موضعا من أعمال المهجم يقال له: القناوص، بفتح القاف والنون، ثم ألف، ثم واو مكسورة، ثم صاد مهملة.

وشي به إلى المؤيد أنه يدعو أهل تهامة إلى الدخول في مذهب الزيدية، فقبض عليه والي المهجم بإشارة السلطان، وأرسله تحت الحفظ إلى زبيد والمؤيد يومئذ بها، فسجنه أياما، ثم أخرج من السجن بشرط ألا يخرج من زبيد إلا بفسح من السلطان.

قال الجندي: (ولما محنت بحسبة زبيد .. اجتمعت به فيها سنة خمس عشرة وسبع مائة، فرأيته رجلا مباركا، حسن الألفة، عالي الهمة، صبورا على إطعام الطعام مع الغربة والأسر، وكان مع ذلك يقرأ كتب الحديث هو وأخوه يوسف على الفقيه أحمد بن أبي الخير، ولم يزل مقيما بزبيد على أحسن سيرة إلى سنة ثمان عشرة، فأذن له المؤيد في العود إلى بلده وأهله بعد أن أحضره إلى مقامه وسأله عن حاجة يقضيها له، فلم يقترح على السلطان إلا أن يكون الفقيه محمد بن أحمد العجمي خطيبا في جامع زبيد، فأجابه إلى ذلك) (٢).

فأقام الفقيه في قريته على عادته من الإطعام والقيام والصيام إلى أن توفي بها، ولم أقف على تاريخ وفاته.

وامتحن الله كل من تعصب على الفقيه وكاده بمحن كثيرة؛ نصفة من الله تعالى للفقيه.


(١) «السلوك» (٢/ ٣١٦)، و «العطايا السنية» (ص ٤٠٠)، و «طراز أعلام الزمن» (٢/ ١١١)، و «تحفة الزمن» (٢/ ٩٥)، و «هجر العلم» (٣/ ١٧٦٥).
(٢) «السلوك» (٢/ ٣١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>