لحانة، فحدث به أمير المؤمنين كما سمعه، فأمر له الفضل بثلاثين ألف درهم أخرى، فأخذ ثمانين ألف درهم بحرف استفيد منه.
والبيت الذي استشهد به هو لعبد الله بن عمرو بن عثمان الأموي العرجي الشاعر، وهو من جملة أبيات، منها:[من الوافر]
أضاعوني وأي فتى أضاعوا ... ليوم كريهة وسداد ثغر
وصبر عند معترك المنايا ... وقد شرعت أسنتها بنحر
وسبب عمله لهذه الأبيات أنه حبسه محمد بن هشام المخزومي خال هشام بن عبد الملك، وكان واليا على مكة، فأقام في حبسه سبع سنين حتى مات في الحبس، من أجل أنه كان يشبب بأمه، لا محبة لها، بل ليفضح ولدها المذكور.
توفي النضر سنة ثلاث ومائتين عن ثمانين سنة.
٩٨٢ - [أزهر بن سعد السمان](١)
أزهر بن سعد الباهلي مولاهم، السمان البصري، أبو بكر، يقال: إن أباه كان رخّجيّا، سرقهم الترك وهم يلعبون مع الغلمان، ولم يسبوا، قال المنذري: و (رخّج) من أعمال سجستان، وذكر أبو سعيد أن الرخجية قرية ببغداد.
سمع عبد الله بن عون، وحميدا الطويل وغيرهما.
وروى عنه علي بن المديني، ومحمد بن مثنى، وإسحاق الحنظلي وغيرهم.
كان صحب المنصور قبل أن يلي الخلافة، فلما وليها .. جاءه مهنئا، فحجبه المنصور، فرصد له في يوم جلوسه العام، وسلم عليه، فقال له المنصور: ما جاء بك؟ قال: جئت مهنئا بالأمر، فقال المنصور: أعطوه ألف دينار، وقولوا له: قد قضيت وظيفة الهناء، فلا تعد إلي، فمضى، وعاد من قابل، فحجبه أيضا، فدخل عليه في مثل الأول، فسلم، فقال له المنصور: ما جاء بك؟ قال: سمعت أنك مرضت، فجئت عائدا، فقال: أعطوه ألف دينار، وقال له: قد قضيت وظيفة العيادة، فلا تعد إلي؛ فإني قليل
(١) «طبقات ابن سعد» (٩/ ٢٩٥)، و «وفيات الأعيان» (١/ ١٩٤)، و «تهذيب الكمال» (٣٢٣)، و «سير أعلام النبلاء» (٩/ ٤٤١)، و «تاريخ الإسلام» (١٤/ ٤٤)، و «مرآة الجنان» (٢/ ١٠)، و «تهذيب التهذيب» (١/ ١٠٤)، و «شذرات الذهب» (٢/ ٥).