للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[السنة الموفية سبعين]

فيها: رجع عضد الدولة من همذان، فلما قرب من بغداد .. بعث إلى الخليفة الطائع لله يتلقاه، فما وسعه التخلف؛ لضعف الخلفاء حينئذ، وقوة الملوك المتصرفين في البلدان، وما جرت عادة بذلك قط أن يتلقى الخلفاء لهم، وقال قبل دخوله: من تكلم أو دعى له ..

قتل، فما نطق مخلوق.

قال الشيخ اليافعي: (هكذا أطلق بعضهم، ولم يبين من هو القائل ذلك، هل نهى عضد الدولة أن يدعى للخليفة، أو نهى الخليفة أن يدعى لعضد الدولة (١)؟ ويحتمل أيضا أن يكون الخليفة نهى عن الدعاء لنفسه؛ خوفا من أن يغار عضد الدولة ويظهر منه غيظ، وأن يكون الناهي عضد الدولة؛ نهى أن يدعى له بحضرة الخليفة؛ تواضعا للخليفة، والله سبحانه أعلم) (٢).

وفيها: توفي شيخ الحنفية ببغداد الفقيه أحمد بن علي صاحب أبي الحسن الكرخي، والحافظ أبو محمد بن رشيق المصري، والأديب الحسين بن أحمد الهمذاني المعروف بابن خالويه، والإمام النحوي اللغوي أبو منصور محمد بن أحمد بن الأزهر الأزهري الهروي، والحافظ أبو بكر محمد بن جعفر البغدادي الملقب غندر، والإمام المتكلم أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب بن مجاهد الطائي، صاحب الشيخ أبي الحسن الأشعري، وليس بابن مجاهد المقرئ، وبشر بن أحمد الأسفراييني، والحسن بن دمستق، وابن فورك القباب.

***

[السنة الحادية والسبعون]

فيها: عقد لمؤيد الدولة بن ركن الدولة على جرجان، فحارب قابوس بن وشكمير فهزمه، وكان وزيره أبو القاسم الصاحب بن عباد (٣).


(١) قال الإمام الذهبي في «تاريخ الإسلام» (٢٦/ ٢٧٧): (ثم أمر عضد الدولة بأن ينادى قبل دخوله بمنع العوام من الدعاء له والصيحة، وتوعّد على ذلك بالقتل).
(٢) «مرآة الجنان» (٢/ ٣٩٣)، وانظر «المنتظم» (٨/ ٤٢٧)، و «تاريخ الإسلام» (٢٦/ ٢٧٧)، و «العبر» (٢/ ٣٦٠)، و «شذرات الذهب» (٤/ ٣٧٧).
(٣) «الكامل في التاريخ» (٧/ ٣٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>