للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الانقياد والطاعة على أحسن ما يكون عليه طاعة جند تأخرت أرزاقهم، وانقياد كفاة تراخت عطياتهم، واختلت لذلك أحوالهم، والتاثت معه أمورهم، فلما قرأه .. قال المأمون:

سمعت الرشيد يقول: البلاغة التباعد عن الإطالة، والتقرب من معنى البغية، والدلالة بالقليل من اللفظ على المعنى-أو قال: على الكثير من المعنى-وما كنت أعلم أن أحدا يقدر على المبالغة في هذا المعنى حتى قرأت هذا الكتاب، وقال: إن استحساني إياه بعثني على أن أمرت للجند قبله بعطياتهم لسبعة أشهر.

وتوفي المذكور سنة أربع-أو خمس-عشرة ومائتين.

١٠٥٠ - [الأخفش الأوسط] (١)

أبو الحسن سعيد بن مسعدة النحوي البجلي المجاشعي-نسبة إلى مجاشع بن دارم بطن من تيم-المعروف بالأخفش الأوسط، والأخفش: هو صغير العينين مع سوء بصرهما، وكان يقال له: الأخفش الأصغر، فلما ظهر علي بن سليمان البغدادي النحوي المعروف بالأخفش الصغير الآتي ذكره في آخر هذه المائة (٢) .. عرف هذا بالأخفش الأوسط.

والأوسط المذكور كان من أئمة العربية، أخذ النحو عن سيبويه، وهو الذي زاد في العروض واحدا من البحور على ما ذكره الخليل المشهور، وللأخفش عدة مصنفات، منها: كتاب «الأوسط» في النحو، وكتاب «تفسير معاني القرآن»، وكتاب «الاشتقاق» وغير ذلك.

وكان أجلع، وهو الذي لا تنضم شفتاه على أسنانه.

توفي سنة أربع-أو خمس-عشرة ومائتين.

١٠٥١ - [محمد بن عبد الله الأنصاري] (٣)

محمد بن عبد الله الأنصاري، قاضي البصرة وعالمها وسيدها، وهو من كبار شيوخ البخاري.


(١) «معجم الأدباء» (٤/ ٣٠٢)، و «وفيات الأعيان» (٢/ ٣٨٠)، و «سير أعلام النبلاء» (١٠/ ٢٠٦)، و «الوافي بالوفيات» (١٥/ ٢٥٨)، و «مرآة الجنان» (٢/ ٦١)، و «بغية الوعاة» (١/ ٥٩٠)، و «شذرات الذهب» (٣/ ٧٣)
(٢) بل في العشرين الأولى من المائة التي بعد هذه، انظر (٣/ ٤٠).
(٣) «طبقات ابن سعد» (٩/ ٢٩٦)، و «تهذيب الكمال» (٢٥/ ٥٣٩)، و «سير أعلام النبلاء» (٩/ ٥٣٢)، و «تاريخ الإسلام» (١٥/ ٣٧٧)، و «تذكرة الحفاظ» (١/ ٣٧١)، و «مرآة الجنان» (٢/ ٦٢)، و «تهذيب التهذيب» (٣/ ٦١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>