للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها: ظهر إسحاق بن عيسى بن المكتفي بالله بناحية أرمينية، وتلقب بالمستجير بالله، يدعو إلى الرضى من آل محمد صلّى الله عليه وسلم، وأمر بالمعروف، ولبس الصوف، وتغلب على عدة بلاد من أذربيجان، ثم إن جستان بن السّلاّر ظفر به فقتله (١).

وفيها: توفي أبو الفوارس أحمد بن محمد الصابوني السندي، الثقة المعمر، مسند ديار مصر، والفقيه العلامة أبو الوليد حسان بن محمد القرشي الأموي النيسابوري شيخ الشافعية بخراسان، والحافظ أبو علي الحسين بن علي بن يزيد النيسابوري، والحافظ أبو أحمد محمد بن أحمد العسّال قاضي أصبهان، وأحمد بن عثمان العطشي، وعبد الله بن إسحاق الخراساني، وعبد الواحد بن أبي هاشم، وابن علم.

***

[السنة الموفية خمسين]

فيها: بنى معز الدولة ببغداد دار السلطنة في غاية الحسن والكبر، يقال: إنه غرم عليها ثلاثة عشر ألف ألف درهم (٢)، وقد درست آثارها في حدود الست مائة، وبقي مكانها [دحلة] (٣) تأوي إليه الوحوش، وبعض أساسها موجود؛ فإنه حفر لها في الأساسات نيفا وثلاثين ذارعا (٤).

وفيها: تقلد أبو العباس عبد الله بن الحسن بن أبي الشوارب القضاء، وتوصل إلى ذلك بغلام لمعز الدولة اسمه: أرسلان الخامدار (٥)، وقرر على نفسه في كل سنة مائة ألف درهم (٦)، وكتب عليه بها كتاب يؤخذ في نجوم، وامتنع الخليفة من إمضاء ترتيبه، ولم يوصلهم إليه في موكب ولا في غيره (٧)، فكان فعله هذا سببا لأن ضمنت الحسبة أيضا،


= (٢/ ٢٨٦)، و «شذرات الذهب» (٤/ ٢٥٦).
(١) «المنتظم» (٨/ ٢٩٩)، و «الكامل في التاريخ» (٧/ ٢٢٧)، و «تاريخ الإسلام» (٢٥/ ٢٣١).
(٢) ويقال: (دينار).
(٣) الزيادة من «العبر» (٢/ ٢٩٠)، والدحلة: البئر.
(٤) «المنتظم» (٨/ ٣٠٣)، و «الكامل في التاريخ» (٧/ ٢٣٢)، و «تاريخ الإسلام» (٢٥/ ٢٣٤)، و «العبر» (٢/ ٢٩٠)، و «شذرات الذهب» (٤/ ٢٦٠).
(٥) لم نعثر له على ترجمة، ولم نجد من ذكره فيما بين أيدينا من المصادر.
(٦) كذا في الأصول، وفي مصادر الحادثة: (مائتي ألف درهم).
(٧) العبارة في مصادر الحادثة هكذا: (وامتنع الخليفة من أن يصل إليه هذا القاضي في موكب أو غيره)، انظر مثلا «المنتظم» (٨/ ٣٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>