للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعنه الدارقطني، وأبو عمر بن حيوة وغيرهما.

وكان إماما حافظا علامة، صنف في فنون العلم، وكان يحفظ مائة وعشرين تفسيرا للقرآن بالأسانيد، وكان إملاؤه من حفظه.

توفي سنة ثمان وعشرين وثلاث مائة، والله أعلم.

١٥١١ - [الخليفة الراضي بالله] (١)

الخليفة الراضي بالله محمد بن المقتدر جعفر بن المعتضد أحمد بن الموفق طلحة بن المتوكل جعفر بن محمد المعتصم بن هارون الرشيد.

ولد سنة سبع وتسعين ومائتين، ولما قبض الغلمان على عمه القاهر أبي منصور محمد بن المعتضد .. أخرجوا محمد بن المقتدر من الحبس، وسلموا عليه بالخلافة، وبايعوه لست خلون من جمادى الأولى سنة اثنتين وعشرين وثلاث مائة، فأمر بإحضار علي بن عيسى بن الجراح وأخيه عبد الرحمن، فلما وصلا إليه .. استشارهما، فأشاروا عليه بأن يعقد لواء لنفسه على الرسم، وأن يستدعي خاتم الخلافة، ففعل، وكان فصه حديد صيني عليه:

(الله) سطر، (محمد رسول الله) سطر، وأحضر القاضي أبا الحسين والشهود؛ ليشهدوا على خلع القاهر، قال أبو الحسين: لما دخلنا عليه .. قال: ألست تعرفني؟ قلت: بلى، قال: أنا أبو منصور محمد بن المعتضد بالله، بيعتي في عنقك وأعناق أهلي وسائر الأولياء، ولست أبرئكم ولا أحلكم بوجه ولا سبب، فقمنا، وكان معنا طريف اليشكري، فلمته وعاتبته كيف أدخلنا على شخص ما وطئ (٢) ولا أخذ خطه؟ ! فلما عدل بنا إلى علي بن عيسى وحدثناه .. قطب وجهه وقال: نخلعه ولا نفكر فيه؛ فإن أفعاله مشهورة، فلما أصبحنا .. قيل: إن القاهر سمل، وقيل: إن الراضي طوى سمله عن علي بن عيسى إلى أن فعله.

ومات ببغداد لأربع عشرة بقيت من ربيع الأول سنة تسع وعشرين وثلاث مائة، فمدة


(١) «تاريخ بغداد» (٢/ ١٤٠)، و «المنتظم» (٨/ ٢٠٩)، و «الكامل في التاريخ» (١٩/ ٧، ٨٩)، و «سير أعلام النبلاء» (١٥/ ١٠٣)، و «تاريخ الإسلام» (١٦/ ٢٤، ٢٦٧)، و «العبر» (٢/ ٢٢٤)، و «الوافي بالوفيات» (٢/ ٢٩٧)، و «مرآة الجنان» (٢/ ٢٩٦)، و «تاريخ الخلفاء» (ص ٤٦١)، و «شذرات الذهب» (٤/ ١٦٥).
(٢) في (ق) و (م): (ووطئ).

<<  <  ج: ص:  >  >>