للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما أبقيت أحدا، ولقد أدخلتنا في الكل، وما أستحل دمك بكلمتك هذه، ولكني أستحله بكفرك في شعرك حيث قلت في عبد ذليل مهين، فأشركت بالله العظيم، وجعلت معه مالكا قادرا، وهو قولك: [من البسيط]

أنت الذي ينزل الأيام منزلها ... وينقل الدهر من حال إلى حال

فما مددت مدى طرف إلى أحد ... إلا قضيت بأرزاق وآجال

ذلك الله عزّ وجل يفعله، أخرجوا لسانه من قفاه، فأخرجوا لسانه من قفاه فمات في سنة ثلاث عشرة ومائتين.

قال ابن خلكان: (كذا ذكره ابن المعتز في قضيته مع المأمون، ورأيت في كتاب «البارع في أخبار الشعراء المولدين» تأليف ابن المنجم هذين البيتين لخلف بن مرزوق مولى علي بن ريطة، والله أعلم، مع بيت ثالث وهو:

تزور سخطا فتمسي البيض راضية ... وتستهل فتبكي أعين المال

والله أعلم بالصواب) اه‍ (١)

قال الشيخ اليافعي: (ولقد أبدع في هذا البيت بجمعه بين وصفين محمودين، وهما الكرم والشجاعة مع حسن المقابلة؛ فالشجاعة في نصف الأول؛ يعني: تقصد الأعداء، فتمسي السيوف راوية بدمائهم، فكنى عن ريّها برضاها، ونصف الآخر بالكرم؛ أي:

تضحك استبشارا بالضيفان، فتعقر وتذبح لهم السمان، وفي ضمن ذلك بكاؤها بما عرض لها من الأحزان) (٢).

١٠٤٥ - [الأمير حميد الطوسي] (٣)

حميد بن عبد الحميد الطوسي الأمير الكبير، مدحه علي بن جبلة الشاعر، فقال له:

ما عسى أن تقول فينا بعد قولك في أبي دلف: [من المديد]

إنما الدنيا أبو دلف ....


(١) «وفيات الأعيان» (٣/ ٣٥٣).
(٢) «مرآة الجنان» (٢/ ٥٦).
(٣) «المنتظم» (٦/ ٢٠٦)، و «الوافي بالوفيات» (١٣/ ١٩٧)، و «مرآة الجنان» (٢/ ٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>