للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعنه محمد بن نافع الخزاعي، وابن المقرئ وغيرهم.

وكان حافظا ثقة، عالما بالحديث، مقدما في حفظ الآثار، امتحن بزيادة ونقصان في أحاديث فرد كل شيء منها إلى أصله كما كان.

ومن مصنفاته كتاب في الضعفاء، وفوائده كثيرة.

توفي سنة اثنتين وعشرين وثلاث مائة.

١٤٩٢ - [الشلمغاني] (١)

محمد بن علي الشلمغاني، نسبة إلى شلمغان-بمعجمتين بينهما لام ساكنة، ثم ميم مفتوحة، وبعد الألف نون-من أعمال واسط.

كان قد أظهر الرفض، ثم قال بالتناسخ والحلول، ومخرق (٢) على الجهال، وضل به طائفة.

وأظهر شأنه الحسين بن روح زعيم الرافضة، فلما طلب .. هرب إلى الموصل، وغاب سنين، ثم عاد وادعى الإلهية وأنه يحيي الموتى، وكثر أتباعه، فأحضره ابن مقلة عند الراضي، فسمع كلامه، فأنكر الإلهية وقال: إن لم تنزل العقوبة بعد ثلاث، وأكثره تسعة أيام، وإلا .. فدمي حلال.

وكان ممن اتبعه إبراهيم ابن أبي عون أحد رؤساء الكتاب، وكان ابن أبي عون فاضلا مشهورا، صاحب تصانيف أدبية، لكن أغواه الشيطان، فقبض عليه ابن مقلة، وكبس بيته، فوجد فيه رقاعا وكتبا فيما قيل عنه: يخاطبونه في الرقاع بما لا يخاطب به البشر، فأحضر، فأصر على الإنكار، فصفعه ابن عبدوس (٣)، وأما ابن أبي عون .. فإنه قال:

إلهي وسيدي ورازقي، فقال الراضي للشلمغاني: أنت زعمت أنك لا تدعي الربوبية، فما هذا؟ ! قال: وما علي من قول ابن أبي عون.


(١) «الكامل في التاريخ» (٧/ ٢٦)، و «وفيات الأعيان» (٢/ ١٥٦)، و «سير أعلام النبلاء» (١٤/ ٥٦٦)، و «تاريخ الإسلام» (٢٤/ ١١٥)، و «العبر» (٢/ ١٩٦)، و «الوافي بالوفيات» (٤/ ١٠٧)، و «مرآة الجنان» (٢/ ٢٨٤)، و «البداية والنهاية» (١١/ ٢١٣)، و «شذرات الذهب» (٤/ ١١٢).
(٢) المخرقة: إظهار الخرق توصّلا إلى حيلة، والممخرق: المموّه.
(٣) أحضر ابن عبدوس هو وابن أبي عون وهما من أتباع الشلمغاني عند الخليفة، وأمرا بصفع الشلمغاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>