صاحب جازان ويطمعه في البلد، فعاتبه الملك المجاهد على ذلك، فأنكر ذلك، وحلف وهو صادق، وإنما وشى به بعض أعدائه، فلما تحقق المجاهد براءته بعد مدة .. عطف عليه، ورد عليه بعض ما أخذ منه.
ولم يزل وافر الحرمة، نافذ الكلمة، مقبول الشفاعة عند السلطان فمن دونه إلى أن توفي ليلة الخميس سابع عشر ربيع الأول من سنة خمس وسبعين وثمان مائة.
وبعده بنحو شهر توفي أخوه الشيخ عبد الرزاق، وذلك في ليلة الأربعاء الثاني والعشرين من شهر ربيع الآخر من السنة المذكورة.
٤٢٨٥ - [علي بن أبي بكر الحسيني](١)
الشيخ الكبير الشهير، العارف بالله تعالى علي بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن محمد الشريف الحسيني رحمه الله تعالى ونفع به.
كان من العلماء الراسخين، والأئمة العارفين.
تربى بعمه الشيخ الكبير سراج الدين عمر بن الشيخ عبد الرحمن، ثم بأخيه الشيخ عبد الله بن أبي بكر، وأخذ العلم عن جماعة ممن أخذ عنهم أخوه حتى برع في العلم، ثم أمره أخوه الشيخ عبد الله بملازمة كتاب «إحياء علوم الدين» فقرأه على أخيه مدة حياته خمسا وعشرين مرة، وكان الشيخ عبد الله يصنع عند كل ختمة ضيافة عامة للفقراء وطلبة العلم الشريف، ثم إن الشيخ عليا ألزم ولده الشريف الشيخ عبد الرحمن بن علي قراءته عليه مدة حياته، فختمه أيضا عليه خمسا وعشرين مرة، فمجموع ذلك قراءة وإقراء خمسون مرة.
وكان رحمه الله جامعا بين الشريعة والحقيقة.
وله رحمه الله مؤلفات نافعة جامعة، ونظم رائق، ومن أجل مؤلفاته: كتاب «معارج الهداية» جمع فيه زبدة السلوك مع صغر حجمه، وله وصايا نافعة، وكلامه رضي الله عنه نظما ونثرا أشبه شيء بكلام الشيخ عبد الله بن أسعد اليافعي رضي الله عنهم أجمعين.
وأكبر أولاد سيدي الشيخ علي بن أبي بكر سنا وقدرا السيد الشريف الشيخ المربي العارف
(١) «تاريخ شنبل» (ص ٢٠٧)، و «مواهب القدوس» (ص ٣٠)، و «غرر البهاء الضوي» (ص ٥٨٦)، و «المشرع الروي» (٢/ ٢١٥)، و «الروض الأغن» (٢/ ١٠٨)، و «مصادر الفكر الإسلامي» (ص ٣٣٤)، و «الترياق الشافي» (ص ٣٠٠).