للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان له خادم ينظر في مصالح زرعه، فاستأجر ذلك الخادم دابة فيها شبهة بغير علم الفقيه، وأسنى بها (١) في ذلك الزرع مع دواب الفقيه، ثم علم الفقيه بذلك، فخرج مع غلمانه إلى الزرع، فقال لمسقيه: أرني من أين بدأتم بالسقي من حين سنيتم على تلك الدابة، فأراه جميع ما سقوا من حين سنوا على تلك الدابة، فأمر الفقيه غلمانه بقلع ذلك المسقي كله، فقلعوه من أصله، ورموه في الخلاء، ولم يطعم من ذلك المقلوع شيئا من دوابه مع حاجته إليه رضي الله عنه.

ولم أقف على تاريخ وفاته، وكان موجودا في هذه المائة، والله سبحانه أعلم.

وولده محمد بن فضل كان من الصالحين الكبار، وذكر له الخطيب جملة كرامات، ولم أقف على تاريخ وفاته، وغالب ظني أنه توفي في حياة أبيه، أو بعده بقليل.

وكان أخوه سعد بن الإمام محمد بن أحمد بن أبي فضل تقيا ورعا، زاهدا، عالما في الطب والكيمياء، وكان لا يستعمل منها إلا عند الحاجة والضرورة قدر الكفاية فقط، وكان منقادا لأخيه فضل المذكور، لا يفعل شيئا إلا بأمره حتى البول كان يستأذن أخاه فيه، فقيل له في ذلك، فقال: أخاف أن يتشعب خاطره من أجلي، فإذا أخبرته أين أنا .. قرّ خاطره رضي الله عنهم.

ولما حج سعد المذكور وأخوه فضل .. اجتمعا بكثير من كبار الأئمة، واجتمعا بالشيخ الإمام البارزي، وكان يسألهما عن مشايخ حضرموت، ويبحث عن مناقبهم وأخبارهم، وكان سعد المذكور يشرح له حالهم، وعجائب سرهم، وغرائب أحوالهم، فهيج ذلك شوقه وأزعجه، فأنشأ يقول: [من الطويل]

وحدثتني يا سعد عنهم فزدتني ... شجونا فزدني من حديثك يا سعد) (٢)

ولم أقف على تاريخ وفاته أيضا.

٣٤٦٥ - [ابن أبي حرمي] (٣)

عبد الله بن إبراهيم بن مسعود ابن أبي حرمي الحضرمي التريمي.

كان من الصالحين الورعين.


(١) أسنى بها: استعملها في سقي الزرع، ومنه السانية، وهي الدابة التي تستخدم في سقي الزرع.
(٢) «الجوهر الشفاف» (١/ ٢٣١).
(٣) «الجوهر الشفاف» (١/ ٢٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>