للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المذكور، وكان الحسن عالي الهمة، كثير العطاء للشعراء وغيرهم، قصده بعض الشعراء وأنشده: [من الوافر]

تقول خليلتي لما رأتني ... أشدّ مطيتي من بعد حلّ

أبعد الفضل ترتحل المطايا ... فقلت نعم إلى الحسن بن سهل

خرج يوما مع المأمون يشيعه، فلما عزم على مفارقته .. قال له المأمون: يا أبا محمد؛ ألك حاجة؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين؛ تحفظ علي من قلبك ما لا أستطيع حفظه إلا بك.

وقال بعضهم: حضرت مجلس الحسن بن سهل، وقد كتب لرجل شفاعة، فجعل الرجل يشكره، فقال له الحسن: يا هذا؛ علام تشكرنا؟ إنما نريد الشفاعات زكاة مروءتنا.

وقد قدمنا الكلفة العظيمة التي احتملها الحسن في دخول المأمون بابنته بوران (١)، ولم يزل على وزارة المأمون إلى أن ثارت عليه المرّة السوداء؛ لكثرة حزنه على أخيه الفضل لما قتل.

توفي الحسن سنة ست وثلاثين ومائتين.

١١٦٧ - [هدبة بن خالد القيسي] (٢)

هدبة بن خالد بن الأسود بن هدبة القيسي البصري الحافظ أبو خالد، وهو أخو أمية بن خالد، ويقال: إن اسمه: هداب، وهدبة لقب.

سمع هماما، وحماد بن سلمة، وسليمان بن المغيرة وغيرهم.

روى عنه البخاري ومسلم.

قال عبدان: كنا لا نصلي خلف هدبة؛ مما يطول بنا، كان يسبح في الركوع والسجود ستا وثلاثين تسبيحة.

توفي سنة ست-أو خمس، أو سبع، أو ثمان-وثلاثين ومائتين.


(١) انظر (٢/ ٤٤٤).
(٢) «الجرح والتعديل» (٩/ ١١٤)، و «سير أعلام النبلاء» (١١/ ٩٧)، و «تاريخ الإسلام» (١٧/ ٣٨٨)، و «تذكرة الحفاظ» (٢/ ٤٦٥)، و «مرآة الجنان» (٢/ ١١٧)، و «تهذيب التهذيب» (٤/ ٢٦٣)، و «شذرات الذهب» (٣/ ١٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>