للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان يختلف إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم سرا، فبصر به عثمان بن طلحة العبدري يصلي، فأعلم به أمه وأهله، فحبسوه، ولم يزل محبوسا إلى أن هاجر إلى الحبشة، ثم عاد إلى مكة، ثم بعثه رسول الله صلّى الله عليه وسلم بعد العقبة الأولى مع الاثني عشر أهل العقبة الأولى؛ ليعلّم الناس القرآن، ويصلي بهم، ونزل بالمدينة على أسعد بن زرارة يدعو الناس إلى الإسلام، فأسلم على يديه جماعة، منهم: سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير.

وهو أول من قدم من المهاجرين إلى المدينة، وأول من جمّع الجمعة بالمدينة، وشهد بدرا، وكان لواء المسلمين بيده يوم أحد، وبه استشهد، وعمره نحو أربعين سنة، وفيه وفي أصحابه نزل من القرآن قوله تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ.}

وكان قبل إسلامه أنهد فتى في قريش، وأكثرهم رفاهية في الملبس وغيره، وكان أبواه يحبانه حبا شديدا، فحمله حب الله ورسوله على مفارقة ذلك كله، وكان يلبس بالمدينة إهاب كبش.

٢٣ - [شمّاس بن عثمان] (١)

شماس بن عثمان المخزومي (٢).

أسلم وهاجر إلى الحبشة، ثم إلى المدينة، واستشهد بأحد وهو ابن أربع وثلاثين سنة.

٢٤ - [عمرو بن معاذ الأشهلي] (٣)

عمرو بن معاذ بن النعمان الأشهلي، أخو سعد بن معاذ.

استشهد يوم أحد ولا عقب له، رضي الله عنه.


(١) «النسب» لابن سلام (ص ٢١١)، و «طبقات ابن سعد» (٣/ ٢٢٦)، و «الاستيعاب» (ص ٣٣٥)، و «الأنساب» (٥/ ٦٣٦)، و «أسد الغابة» (٢/ ٥٢٨)، و «تاريخ الإسلام» (٢/ ٢٠٠)، و «الإصابة» (٢/ ١٥٢).
(٢) قال الذهبي في «تاريخ الإسلام» (٢/ ٢٠٠): (وهو عثمان بن عثمان بن الشريد، ولقب شماسا لملاحته)، قال ابن حجر في «الإصابة» (٢/ ١٥٢): (قال الزبير بن بكار: كان من أحسن الناس وجها).
(٣) «النسب» لابن سلام (ص ٢٧٤)، و «طبقات ابن سعد» (٣/ ٤٠٢)، و «الاستيعاب» (ص ٤٩١)، و «أسد الغابة» (٤/ ٢٧٢)، و «تاريخ الإسلام» (٢/ ٢٠١)، و «الإصابة» (٣/ ١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>