للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[السنة الثامنة والتسعون]

فيها: قتل الملك المنصور حسام الدين لاجين المنصوري السيفي، وصاحب حماة الملك المظفر تقي الدين محمود بن الملك المنصور آخر ملوك حماة، والملك الأمجد يوسف بن الناصر صاحب الكرك ابن المعظم، وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن النحاس، والصاحب التقي توبة، وناصر الدين عمر ابن القواس، والعماد عبد الحافظ.

***

[السنة التاسعة والتسعون]

في أوائلها: قصد التتار الشام، فوصل السلطان الملك الناصر إلى دمشق، وانجفل الناس من كل وجه، وهجّوا على وجوههم، وسار الجيش، وتضرّع الخلق إلى الله تعالى، والتقى الجمعان بين حمص وسلمية، واستظهر المسلمون، وقتل من التتار نحو عشرة آلاف، وثبت ملكهم غازان، ثم حصل تخاذل، وولّت الميمنة بعد العصر، وقاتلت الخاصكيّة أشد القتال إلى الغروب، وكان السلطان آخر من انصرف بحاشيته نحو بعلبك، وتفرق الجيش وقد ذهبت أمتعتهم ونهبت أموالهم، ولكن قل من قتل منهم، وجاء الخبر إلى دمشق من غد، فحار الناس وأبلسوا، وأخذوا يتسلّون بإسلام التتار، ويرجون اللطف، فتجمع أكابر البلد، وساروا إلى خدمة غازان، فرأى لهم ذلك، وفرح بهم وقال: نحن قد بعثنا بالأمان قبل أن تأتوا، ثم انتشرت جيوش التتار بالشام، وذهب للناس من الأهل والمال ما لا يحصى، وحمى الله دمشق من النهب والسبي والقتل، ولكن صودروا مصادرة عظيمة، ونهب ما حول القلعة لأجل حصارها، وثبت متوليها علم الدين ثباتا كليا، حتى هابه التتار، ودام الحصار أياما عديدة، وأخذت الدواب جميعها، واشتد العذاب في المصادرة مع الغلاء والجوع وأنواع الهم والفزع، لكنهم بالنسبة إلى ما جرى بجبل الصالحية من السبي والقتل أحسن حالا، فقيل: إن الذي وصل إلى ديوان غازان من البلد ثلاثة آلاف ألف وست مائة سوى ما أخذ في الترسيم والبرطيل ولشيخ الشيوخ، وكان إذا ألزم التاجر بألف درهم .. ألزمه عليها فوق المائتين ترسيما يأخذه التتار، ثم أعان الله، فترحل غازان في ثامن عشر (١) جمادى الأولى، وكان قدومه ومحاربته في أواخر ربيع الأول، ثم ترحل بقية التتار


(١) في «العبر» (٥/ ٣٩٢)، و «مرآة الجنان» (٤/ ٢٣٠)، و «النجوم الزاهرة» (٨/ ١٢٧): (ثاني عشر).

<<  <  ج: ص:  >  >>