للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبادة، والأحنف بن قيس الذي يضرب به المثل في الحلم، والقاضي شريح) (١)، والله أعلم.

٤١٦ - [قطري بن الفجاءة] (٢)

قطري بن الفجاءة، واسم الفجاءة: جعونة بن مازن التميمي المازني أبو نعامة البطل المشهور رأس الخوارج.

كان خطيبا بليغا فصيحا شجاعا مقداما قوي النفس لا يهاب الموت، وفي ذلك يقول مخاطبا لنفسه: [من الوافر]

أقول لها وقد طارت شعاعا ... من الأبطال ويحك لن تراعي

فإنك لو سألت بقاء يوم ... على الأجل الذي لك لن تطاعي

فصبرا في مجال الموت صبرا ... فما نيل الخلود بمستطاع

ولا ثوب الحياة بثوب عز ... فيطوى عن أخي الخنع اليراع

سبيل الموت غاية كل حي ... وداعيه لأهل الأرض داع

ومن لم يعتبط يسأم ويهرم ... وتسلمه المنون إلى انقطاع

وما للمرء خير في حياة ... إذا ما عدّ من سقط المتاع

خرج من ابن الزبير فهزم الجيوش، واستفحل أمره، وجهز إليه الحجاج جيشا بعد جيش وهو يكسرهم، وتغلب على بلاد فارس، وله وقائع مشهورة، وشجاعة لم يسمع بمثلها، حارب بضع عشرة سنة، وكان يسلم عليه بالخلافة إلى أن سار لحربه سفيان بن الأبرد الكلبي بعد قتله لشبيب، فانتصر عليه وقتله، وقيل: عثرت به الفرس فانكسرت فخذه بطبرستان، فظفروا به وحمل رأسه سنة تسع وسبعين إلى الحجاج.


(١) «وفيات الأعيان» (٢/ ٤٦١).
(٢) «المنتظم» (٤/ ٣٣٨)، و «الكامل في التاريخ» (٣/ ٤٧١)، و «وفيات الأعيان» (٤/ ٩٣)، و «سير أعلام النبلاء» (٤/ ١٥١)، و «تاريخ الإسلام» (٥/ ٥١٠)، و «الوافي بالوفيات» (٢٤/ ٢٤٨)، و «مرآة الجنان» (١/ ١٦٠)، و «البداية والنهاية» (٩/ ٣٨)، و «النجوم الزاهرة» (١/ ١٩٧)، و «شذرات الذهب» (١/ ٣٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>