للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في كل يوم وليلة ختمة، ولقد صدق من قال في حقه: [من الطويل]

وما سميت سوداء والعرض شائن ... ولكنها أم المحاسن أجمعا

وبه تفقه جمهور بن علي بن جمهور صاحب «المذاكرة»، والإمام أبو الخير بن منصور الشماخي، ويحيى بن إبراهيم الإبّي وغيرهم.

وصنف «المستعذب في شرح غريب ألفاظ المهذب»، وخرج أربعين حديثا فيما يقال في المساء والصباح، وله «أربعون في لفظ الأربعين»، ويقول شعرا حسنا، وابتنى مدرسة في بلده.

ولم يزل على الحال المرضي إلى أن توفي لبضع وثلاثين وست مائة بعد أن أوقف كتبه وجملة من أرضه على المدرسة، وخلفه أولاده فيها، واستمروا على تدريسها حتى دخل عليهم الدخيل، فخرج منهم من خرج إلى مذهب الإسماعيلية.

٢٩٥٠ - [سليمان بن الإمام بطال] (١)

سليمان بن الفقيه بطال محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان بن بطال الركبي، ولد المذكور قبله.

أخذ عن أبيه، وعن الإمام الحسن الصغاني.

وكان فقيها، أديبا أريبا عارفا، حسن الخط، جميل الصورة جدا حتى أنه لما كان بعدن مع الصغاني .. كان الناس يصلون إلى المسجد زمرا زمرا ليس لهم غرض إلا التعجب من حسنه، وكان النساء يصلن ليلا، يظهرون أن غرضهم زيارة الإمام الصغاني، فلما كثر ذلك واشتهر .. حبسه والي عدن خشية الفتنة، فكان يكتب حروف أبجد مقطعة، فتباع كل رقعة بخمسة دنانير، يشترونها أولاد التجار يحررون عليها (٢)، فكان يستعين بذلك على أمره، فلما عزم الصغاني على الخروج من عدن .. أخرجه الوالي، فخرجا معا.

ولم أقف على تاريخ وفاته، وإنما ذكرته هنا؛ لأنه توفي بعد أبيه بقليل.


(١) «السلوك» (٢/ ٤٠٥)، و «تحفة الزمن» (٢/ ٣٦٨)، و «تاريخ ثغر عدن» (٢/ ٩٦)، و «المدارس الإسلامية» (ص ١١٩)، و «هجر العلم» (٢/ ٨١١).
(٢) كذا في «تحفة الزمان» (٢/ ٣٦٨)، وفي «السلوك» (٢/ ٤٠٥) و «تاريخ ثغر عدن» (٢/ ٦٧) و «المدارس الإسلامية» (ص ١٢٠): (يتحرزون).

<<  <  ج: ص:  >  >>