وكسره، وأوصله إلى إبّ، فتعجب الناس جميعهم منه.
ولما تهدمت إبّ .. أنشد: [من الطويل]
خليلي من ذا عيشه قبلنا طابا ... فلا تجزعا أن ناب إبّ الذي نابا
فآدم في الفردوس ما طاب عيشه ... ولا طاب في الدنيا وإن كان قد تابا
ومن شعره: [من البسيط]
يا خادم الجسم كم تسعى لخدمته ... أتطلب الربح فيما فيه خسران
أقبل على النفس واستكمل فضائلها ... فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان
وامتحن بقضاء السحول، فكان يستنيب فيه.
ولم يزل على أحسن طريقة إلى أن توفي في الثلث الأخير من ليلة الجمعة لعشر بقين من ذي القعدة سنة خمس وثمانين وخمس مائة رحمه الله.
٢٦٢٣ - [ابن صصرى] (١)
أبو المواهب الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن حسن بن محمد ابن صصرى الربعي التغلبي الدمشقي الحافظ.
حدث عن جده ونصر الله المصيصي، وابن البطي، وأبي العلاء ابن العطار.
وعنه ابنه سالم وغيره.
وسمع من الحافظ ابن عساكر وغيره، وتخرج به.
ورحل إلى العراق وهمذان وأصبهان والجزيرة وغير ذلك، وسمع من شيوخ جمة، وجمع وصنف «فضائل بيت المقدس»، و «فضائل الصحابة»، ولم يحدث إلا باليسير.
وكان ذا ثقة وجلالة، وكرم ورئاسة.
توفي سنة ست وثمانين وخمس مائة.
(١) «التكملة لوفيات النقلة» (١/ ١٤٦)، و «تاريخ الإسلام» (٤١/ ٢٣٧)، و «العبر» (٤/ ٢٥٨)، و «تذكرة الحفاظ» (٤/ ١٣٥٨)، و «الوافي بالوفيات» (١٢/ ٢٩٢)، و «مرآة الجنان» (٣/ ٤٣٢)، و «شذرات الذهب» (٦/ ٤٦٨).