للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مات أبوه بعد ختانه بأيام، فأوصى له بالسلطنة، فلم يتم له ذلك، وبقيت بيده حلب، وكان مع صغر سنه عاقلا دينا، محببا إلى أهل حلب بحيث أنه لما جاء صلاح الدين لتملك حلب .. قاتلوه قتال الموت، ولم يتركوا شيئا من مجهودهم.

ولما توفي .. أقاموا عليه المأتم، وبالغوا في البكاء والنوح عليه، وفرش الرماد في الطرق.

مات سنة سبع وسبعين وخمس مائة عن تسع عشرة سنة، وأوصى بحلب لابن عمه مسعود بن مودود، فجاء وتملكها.

٢٥٤٨ - [ابن الأنباري] (١)

عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله كمال الدين أبو البركات المعروف بابن الأنباري، اللغوي النحوي، الفقيه الشافعي.

تفقه في مذهب الإمام الشافعي بالنظامية، وتصدر لإقراء النحو واللغة، واشتغل عليه خلق كثير، وصاروا علماء.

وصنف في النحو كتاب «أسرار العربية» وهو كتاب سهل المأخذ كثير الفائدة، وله في النحو غيره، وله كتاب «طبقات الأدباء» جمع فيه بين المتقدمين والمتأخرين مع صغر حجمه، وكتبه كلها نافعة.

وكان مبارك التدريس، ما قرأ عليه أحد إلا وتميز، ثم انقطع في آخر عمره في بيته مشتغلا بالعلم والعبادة، وترك الدنيا وأهلها، ولم تزل سيرته حميدة.

ولد سنة ثلاث عشرة وخمس مائة ببغداد.

وتوفي سنة سبع وسبعين وخمس مائة.


= بالوفيات» (٩/ ٢٢١)، و «مرآة الجنان» (٣/ ٤٠٧)، و «البداية والنهاية» (١٢/ ٨٣٦)، و «شذرات الذهب» (٦/ ٤٢٥).
(١) «الكامل في التاريخ» (٩/ ٤٥٧)، و «كتاب الروضتين» (٣/ ١٠٠)، و «وفيات الأعيان» (٣/ ١٣٩)، و «سير أعلام النبلاء» (٢١/ ١١٣)، و «العبر» (٤/ ٢٣١)، و «الوافي بالوفيات» (١٨/ ٢٤٧)، و «مرآة الجنان» (٣/ ٤٠٨)، و «طبقات الشافعية الكبرى» (٧/ ١٥٥)، و «بغية الوعاة» (٢/ ٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>