للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتوفي المذكور قبل وصول الواثق إلى ظفار بنحو سنة، وكان وصول الواثق في سنة اثنتين وتسعين وست مائة.

٣٣٧٣ - [محمد بن أبي بكر الأصبحي] (١)

محمد بن أبي بكر بن منصور الأصبحي.

تفقه بمنصور بن محمد بن منصور الأصبحي، وكان فقيها فاضلا، صالحا محققا، مدققا، موفقا في الجواب، مبارك التدريس.

انتفع به خلق كثير، وصار غالبهم علماء أئمة، منهم علي بن أحمد الأصبحي، وهو ابن عمته، وعبد الوهاب بن الفقيه أبي بكر بن ناصر، وعبد الله بن سالم وغيرهم.

وكانت حلقته قد تجمع مائتي طالب في كثير من الأوقات، وكان بالمصنعة، ثم انتقل إلى إب، فتلقاه أهلها تلقاء حسنا، وقاموا بكفاية من وصل معه من الطلبة.

ومن مصنفاته: «الفتوح في غرائب الشروح»، و «الإيضاح في مذاكرة المسائل المشكلة من التنبيه والمصباح»، و «الإشراف في تصحيح الخلاف» وغير ذلك.

وكان مع ذلك زاهدا، عابدا متورعا، راتبه كل يوم سبع القرآن، وكان يختم في رمضان ستين ختمة: ختمة بالنهار، وختمة بالليل، وقرأ في رمضان الذي توفي عقبه خمسا وسبعين ختمة.

يروى أنه قال: جعل الله أربعة من الملائكة لغضبه، وهم عزرائيل ومالك ومنكر ونكير، وقد سألت الله ألا يريني أحدا منهم، وأرجو أنه قد استجاب لي.

وتوفي بحر المدفن أسرع من لمح البصر، فعلم أنه لم ير عزرائيل.

ورآه بعض الفقهاء بعد موته، فسأله عما فعل الله به فقال: أخذ بيدي، وأدخلني الجنة، وقال: هل وجدت منكرا ونكيرا؟ فقال: لا، بل سمعت صوتا لا أدري أهو منهما أم من غيرهما؟ ! ثم أسمعني كلاما حفظت منه ما هذا مثاله: قل للرجلين انصرفا عن الفقيه كلاكما، قل للرجلين انصرفا عن الفقيه قبل أن يراكما، قل للرجلين انصرفا عن الفقيه واعلما أنه مولاكما، فهذا يدل على أنه لم ير الآخرين.


(١) «السلوك» (٢/ ٧٢)، و «العقود اللؤلؤية» (١/ ٢٦٤)، و «طراز أعلام الزمن» (٣/ ١٢٨)، و «تحفة الزمن» (١/ ٤٢٣)، و «طبقات الخواص» (ص ٣٢٧)، و «تاريخ ثغر عدن» (٢/ ٢٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>