للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حدث عن أبي محمد الدوني، وأبي المظفر موسى بن عمران.

وعنه ابن السمعاني، ومحمود بن محمد بن عباس بن أرسلان.

وكان حافظا فقيها، عالما نبيها.

توفي سنة تسع وثلاثين وخمس مائة.

٢٣٢٥ - [ابن الجواليقي] (١)

أبو منصور موهوب بن أبي طاهر الجواليقي اللغوي، الأديب البغدادي.

كان إماما في فنون الأدب، دينا ثقة، غزير الفضل، وافر العقل، مليح الخط، كبير الصيت شرح «أدب الكاتب» وله «تتمة درة الغواص» للحريري.

كان إماما للمقتفي بالله، وما زاده في أول دخوله على قوله: السلام على أمير المؤمنين، وكان ابن التلميذ النصراني قائما بين يدي المقتفي، وله إدلال الخدمة والصحبة، فقال له: ما هكذا تسلم على أمير المؤمنين يا شيخ! فلم يلتفت إليه، وقال للمقتفي: يا أمير المؤمنين؛ سلامي هو ما جاءت به السنة النبوية، ثم قال: ولو حلف حالف أن يهوديا ونصرانيا لم يصل إلى قلبه نوع من العلم على الوجه المرضي .. لما لزمته الكفارة؛ لأن الله سبحانه يختم على قلوبهم، ولن يفك ختم الله إلا الإيمان، فقال:

صدقت، وأحسنت فيما فعلت، وكأنما ألجم ابن التلميذ بحجر مع فضله وغزارة أدبه.

حكى إسماعيل ولد الجواليقي المذكور قال: كنت في حلقة والدي بعد الصلاة بجامع القصر والناس يقرءون عليه، فوقف عليه شاب وقال له: يا سيدي؛ ما معنى هذين البيتين: [من البسيط]

وصل الحبيب جنان الخلد أسكنها ... وهجره النار يصليني بها النارا

فالشمس بالقوس أمست وهي نازلة ... إن لم يزرني وبالجوزاء إن زارا

فقال والدي: يا بني؛ هذا شيء من معرفة علم النجوم وتسييرها لا من صنعة أهل الأدب، قال: فانصرف الشاب من غير حصول فائدة، فاستحيى والدي أن يسأل عن شيء


(١) «المنتظم» (١٠/ ٣٥٧)، و «معجم الأدباء» (٧/ ١٥٢)، و «الكامل في التاريخ» (٩/ ١٣٩)، و «وفيات الأعيان» (٥/ ٣٤٢)، و «سير أعلام النبلاء» (٢٠/ ٨٩)، و «مرآة الجنان» (٣/ ٢٧١)، و «البداية والنهاية» (١٢/ ٧٢٦)، و «بغية الوعاة» (٢/ ٣٠٨)، و «شذرات الذهب» (٦/ ٢٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>