للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تفقه المذكور بفقهاء ذي جبلة ونواحيها، ودرس بشمسية تعز.

وكان فقيها صالحا، خيرا دينا ورعا، متمسكا بالأثر، محميا عن الشبهات.

يحكى أنه كان يقرأ بعرشان على القاضي أحمد بن عبد الله، وكان مع القاضي راع يرعى له غنما وفيها كبش مربّى سمين، فأصابه مرض ومات في الحال، فلم يهن ذلك على الراعي، فذبحه بعد أن مات، وحمله إلى بيت القاضي مذبوحا وقال: إنه أصابه مرض، فخشيت أن يموت، فاستدركته، فحملوا كلامه على الصدق، فطبخوه، وعملوا منه عشاء للقاضي ومن معه، فلما حضر الفقيه داود مع جماعة القاضي للعشاء ورأى الطعام ..

كرهه، فلازمه القاضي على الأكل منه، فأكل لقمة حياء من القاضي، فلما وضع اللقمة في فيه .. ضرب عليه ضرسه، فأخرج اللقمة من فيه وقام، فاستدعى الراعي واستخبره وحلفه، فأخبره بحقيقة الأمر، فعلم أنّ الله تعالى حماه.

وكان مبارك التدريس، ما قرأ عليه أحد إلا انتفع بالقراءة عليه نفعا ظاهرا، وكان مجاب الدعوة.

توفي على الحال المرضي في صفر سنة تسع وسبع مائة.

٣٦٤٠ - [عثمان بن يحيى المليكي] (١)

عثمان بن يحيى بن عثمان بن يحيى بن الفقيه فضل.

كان فقيها عارفا، خيرا متأدبا، له شعر حسن، ومنه قوله في معرفة أولي العزم من الرسل: [من الطويل]

أولو العزم فاحفظهم لعلك ترشد ... فنوح وإبراهيم هود محمد

هكذا في «الخزرجي» جعلهم أربعة، وجعل هودا منهم (٢)، والمعروف أن أولي العزم خمسة، وأن هودا ليس منهم (٣)


(١) «السلوك» (٢/ ٤٣٢)، و «العطايا السنية» (ص ٤٣٨)، و «العقود اللؤلؤية» (١/ ٣٩٠)، و «طراز أعلام الزمن» (٢/ ١٩٨)، و «تحفة الزمن» (١/ ٣٥٥)، و «هجر العلم» (٢/ ١٩٦٤).
(٢) انظر «العقود اللؤلؤية» (١/ ٣٩٠)، و «طراز أعلام الزمن» (٢/ ١٩٨).
(٣) أولو العزم من المرسلين خمس: إبراهيم وموسى وعيسى ونوح ومحمد عليهم الصلاة والسلام. أولو العزم من المرسلين خمس تعد نوح ابراهيم موسى وعيسى محمد

<<  <  ج: ص:  >  >>