للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وولي ملك اليمن يوم وفاة أبيه حادي وعشرين شعبان سنة ثمان وسبعين وسبع مائة، فقابله الإقبال، وساعده السعد، ووافقه التوفيق، وسار بالناس سيرة مرضية في نشر العدل والرفق بالرعية.

وكان واسع الحلم، كثير العفو، متحريا في سفك الدماء، جوادا، محبوبا عند الناس، وللإمام مطهر بن محمد بن مطهر الهدوي، والفقيه علي بن محمد الناشري، والفقيه إسماعيل بن أبي بكر المقرئ فيه غرر القصائد.

وكان مشاركا في فنون العلم من النحو والإعراب، والفقه والآداب، والتاريخ والأنساب، والحساب والأسطرلاب، وغير ذلك.

أخذ النحو عن الفقيه عبد اللطيف الشرجي، والفقه عن الفقيه علي بن عبد الله الشاوري، وسمع الحديث على القاضي مجد الدين الشيرازي.

وكان يضع وضعا ويحد حدا في التصنيف، ويأمر من يتم على ذلك الوضع، فما ارتضاه .. أثبته، وما لم يرتضه .. حذفه، وما رآه ناقصا .. تمّمه، فمن ذلك «العسجد المسبوك والجوهر المحكوك في أخبار الخلفاء والملوك»، و «العقود اللؤلؤية في أخبار الدولة الرسولية» ومصنفات في النحو، ومصنفات في الفلك.

وعمر جامع المملاح، قرية على باب زبيد القبلي، وله الزيادة الشرقية في جامع عدينة، ومدرسة بتعز والحوض الأشرفي بين تعز والجند، وأوقف أرضا بوادي لحج على المقيم برباط الشيخ أبي الغيث الذي بعدن، ووقفه باق إلى الآن تحت يد ورثة الشيخ فاضل الغيثي خادم الرباط، وعمرت في أيامه المدارس والمساجد والسبل.

ولم يزل حاله مستقيما وأموره منتظمة إلى أن توفي في سنة ثلاث وثمان مائة.

٤٢٠١ - [فضل بن عبد الله الحضرمي] (١)

الشيخ فضل بن عبد الله بن الفقيه فضل بن محمد بن أحمد بن أبي فضل.

كان شديد الزهد والورع، كثير الخوف، محميا عن الوقوع في الشبهة فضلا عن الحرام.


(١) «الجوهر الشفاف» (٣/ ٦٩)، و «طبقات الخواص» (ص ٢٥٨)، و «تاريخ شنبل» (ص ١٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>