للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٧٤٢ - [دحمل الصهباني] (١)

الشيخ الصالح دحمل-بفتح الدال وسكون الحاء المهملتين، وفتح الميم، ثم لام- الصوفي الصّهباني.

كان رجلا ناسكا متعبدا مشهورا بالصلاح، يغلب عليه الوله، ويظهر للناس أن في عقله ضعفا، كان يأتي منابر الجوامع فيضربها بيده أو بعصا ويقول: يا حمار الكذابين.

يقال: إنه وصل إلى قضاة عرشان في شفاعة، فلم يقبلوا منه، وكانوا على كمال من الدنيا، فرآهم في عجب عظيم، فخرج من عرشان مغضبا، فلما سار منها خطوات ..

التفت إليها وقال: اهلكي عرشان، فلم يلبثوا غير يسير حتى زال عنهم القضاء إلى القاضي مسعود، كما ذكرناه في ترجمة القاضي أحمد العرشاني.

ولما أراد سيف الإسلام طغتكين بن أيوب أن يشتري أراضي أهل اليمن بأسرها، ويجعلها في الديوان .. اجتمع جماعة من السادة المشايخ ومنهم الشيخ دحمل المذكور، واتفق رأيهم على أن يدخلوا مسجدا ولا يخرجوا منه حتى تنقضي الحاجة، فدخلوا بعض المساجد وأقاموا فيه ثلاثة أيام يصومون النهار، ويقومون الليل، ويدعون الله أن يدفع عنهم ما أراده سيف الإسلام، فلما كان في الليلة الثالثة .. خرج بعضهم-يقال: إنه الشيخ دحمل -فنادى بأعلى صوته: يا سلطان السماء؛ أنصفنا من سلطان الأرض، ثم قال: قضيت الحاجة والمعبود؛ فإني سمعت قارئا يقرأ: {قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيانِ}، فتوفي سيف الإسلام في صبح تلك الليلة.

ولم يزل الشيخ دحمل على السيرة المرضية إلى أن توفي بعد ست مائة.

وقيل: كانت وفاته في دولة المنصور رحمه الله ونفع به آمين.

٢٧٤٣ - [حمزة بن علي] (٢)

أبو يعلى حمزة بن علي بن حمزة البغدادي المقرئ.


(١) «السلوك» (٥٣٠/ ٢ - ٥٣٤)، «طراز أعلام الزمن» (١/ ٤١٥)، و «تحفة الزمن» (٢/ ٤٧٧)، و «طبقات الصوفية» للمناوي (٤/ ٢٨٨)، و «جامع كرامات الأولياء» (٢/ ٦٧).
(٢) «التكملة لوفيات النقلة» (٢/ ٩٢)، و «سير أعلام النبلاء» (٢١/ ٤٤١)، و «تاريخ الإسلام» (٤٣/ ٨٦)، و «معرفة القراء الكبار» (٣/ ١١٣٠)، و «العبر» (٥/ ٤)، و «الوافي بالوفيات» (١٣/ ١٧٧)، و «مرآة الجنان» (٤/ ٣)، و «شذرات الذهب» (٧/ ١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>