للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الشيخ اليافعي: (وكان عزّ الدين المذكور رضي الله عنه يصدع بالحق ويعمل به، متشددا في الدين، لا تأخذه في الله لومة لائم، ولا يخاف سطوة ملك ولا سلطان، بل يعمل بما أمر الله ورسوله وما يقتضيه الشرع المطهر، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، وأنكر رضي الله عنه صلاة الرغائب، والنصف من شعبان.

قال: ووقع بينه وبين شيخ دار الحديث الإمام أبي عمرو بن الصلاح رحمه الله في ذلك منازعات ومحاربات شديدات، وصنف كل واحد منهما في الرد على الآخر، واستصوب المحققون مذهب الإمام ابن عبد السلام في ذلك، وشهدوا له بالبروز بالحق، وكان ظهور صوابه في ذلك جديرا بما أنشده في «عقيدته» في الاستشهاد على ظهور الحق: [من البسيط]

لقد ظهرت فما تخفى على أحد ... إلا على أكمه لا يعرف القمرا

ومن مصنفاته: «التفسير الكبير»، وكتاب «القواعد الكبرى»، و «مختصر النهاية»، و «العقيدة»، وغير ذلك.

ولما سلّم الملك الصالح إسماعيل بن الملك العادل صفد-قلعة في بلاد الشام-ساء ذلك المسلمين، ونال منه الشيخ الإمام عزّ الدين على المنبر، ولم يدع له في الخطبة، وكان خطيبا بدمشق، فغضب الملك المذكور، وعزله وسجنه، ثم أطلقه، فتوجه إلى الديار المصرية هو والإمام ابن الحاجب بعد أن كان معه في الحبس، فتلقاه الملك الصالح نجم الدين أيوب صاحب مصر وأكرمه، وفوض إليه قضاء مصر وخطابة الجامع، فقام بذلك أتم قيام، وتمكن من الأمر بالمعروف.

وتوفي رحمه الله بمصر سنة ستين وست مائة، وشيعه الملك الظاهر، وكان قد ولي قضاء القضاة، وعزل نفسه رضي الله عنه وعمره اثنتان وثمانون سنة) (١).

٣٠٩٩ - [ابن العديم الصاحب] (٢)

عمر بن أحمد العقيلي الحلبي، العلامة المعروف بكمال الدين بن العديم الصاحب، من بيت قضاء وحشمة.


(١) «مرآة الجنان» (٤/ ١٥٥).
(٢) «ذيل مرآة الزمان» (١/ ٥١٠)، و «تاريخ الإسلام» (٤٨/ ٤٢١)، و «العبر» (٥/ ٢٦١)، و «الوافي بالوفيات» (٢٢/ ٤٢١)، و «مرآة الجنان» (٤/ ١٥٨)، و «البداية والنهاية» (١٣/ ٢٧٥)، و «شذرات الذهب» (٧/ ٥٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>