إسماعيل بن بلبل، وكان إسماعيل يدبّ في فساد حال أبي العباس عند أبيه الموفق، فنهب غلمان أبي العباس دار إسماعيل بن بلبل حتى خرج نساؤه حفاة، وخرج إسماعيل من عند الموفق بالخلع إلى منزله، فلم يجد ما يجلس عليه، ووافى المعتمد وأولاده من سر من رأى، ونزلوا على إسماعيل بن بلبل في داره.
وتوفي الموفق في سنة ثمان وسبعين ومائتين، ودفن في الرصافة، فولى المعتمد ولاية العهد لأبي العباس بن الموفق، ولقّبه المعتضد، فقبض على أبي الصقر ثم قتله، واستوزر عبيد الله بن سليمان بن وهب.
١٣١٩ - [الخليفة المعتمد على الله](١)
الخليفة أبو العباس أحمد المعتمد على الله بن المتوكل العباسي.
كان محبوسا في الجوسق، فلما خلعت الأتراك المهتدي .. أخرج المعتمد من الحبس، وبويع في سادس رجب سنة ست وخمسين ومائتين.
وكان منهمكا في اللذات، فاستولى أخوه الموفق طلحة على المملكة، وحجر عليه في بعض الأشياء.
وكان للمعتمد شعر متوسط، منه ما قاله وقد طلب من أخيه الموفق ما يراعي به مغنية فلم يعطه فقال:[من الوافر]
أليس من العجائب أن مثلي ... يرى ما قلّ ممتنعا عليه
وتؤخذ باسمه الدنيا جميعا ... وما من ذاك شيء في يديه
وتوفي لإحدى عشرة بقيت من رجب من سنة تسع وسبعين ومائتين، فمدة ولايته ثلاث وعشرون سنة ويومان، وكانت وفاته بالقصر الحسني من بغداد فجاءة بين المغنين والندماء.
فقيل: إنه سم في رءوس أكلها، وقيل: في كأس الشراب، فدخل عليه القاضي والشهود فلم يروا به أثرا.
(١) «تاريخ الطبري» (١٠/ ٢٩)، و «تاريخ بغداد» (٤/ ٢٨٠)، و «المنتظم» (٧/ ٢٦٣)، و «الكامل في التاريخ» (٦/ ٤٦٩)، و «تاريخ الإسلام» (٢٠/ ٢٤٧)، و «تاريخ ابن الوردي» (١/ ٣٣٣)، و «العبر» (٢/ ٣٠)، و «مرآة الجنان» (٢/ ١٩٣)، و «البداية والنهاية» (١١/ ٧٧)، و «شذرات الذهب» (٣/ ٣٢٦).