للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سمع منه في محرم سنة ست وستين جماعة من الأعيان، منهم الوجيه الشيبي، والبرزالي وذكره في «معجمه» وقال: كان من أعيان الشيوخ جلالة وفضلا ونبلا.

أفتى بمكة مدة، وأم بها، ثم بالحرم النبوي، ثم بقبة بيت المقدس، ولما نقل على كره منه من إمامة الروضة النبوية إلى الإمامة بالمسجد الأقصى .. كتب إليه الإمام أبو الحسن علي بن المظفر الوداعي (١) بهذين البيتين في سنة سبع وسبعين وست مائة: [من الكامل]

أمفارق البيت الحرام مجاورا ... بالقدس ما لك قد ندمت عليه

فالمسجد الأقصى عظيم شأنه ... ولذاك أسري بالنبي إليه

توفي بالقدس ثامن عشر شوال سنة إحدى وتسعين وست مائة، وصلي عليه من الغد بالمسجد الأقصى، ودفن بمقبرة ما علاه (٢).

٣٣٧٢ - [محمد بن عبد القدوس] (٣)

محمد بن عبد القدوس، الأزدي نسبا، الظفاري بلدا.

كان فقيها فاضلا، عارفا خصوصا في علم الأدب، نظم «التنبيه»، وله ديوان شعر يقال: إنه بلّه قبل موته، ومن شعره: [من البسيط]

من أين لي يوم ألقى الله معذرة ... أنجو بها من عذاب الخالق الباري

ذنبي عظيم وعفو الله أعظم من ... ذنبي وجرمي وعصياني وأوزاري

وله مصنف يسمى: «العلم في معرفة القلم» كامل الإفادة في فنه، وهو الخط وما يتعلق به من القلم غيره، صنفه لخزانة السلطان سالم بن إدريس الحبوضي، ولما ورد كتاب المظفر إلى سالم بن إدريس المذكور بالتوعد والتهدد وفي آخره قوله تعالى: {وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ} الآية .. أمر سالم الفقيه المذكور أن يجيب عن الكتاب، فجوّب بجواب شاف، وجوّب عن الآية الكريمة بقوله تعالى: {وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً* فَيَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً* لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً}.


(١) في (م) و «العقد الثمين» (٥/ ٢٦٩): (الوادعي).
(٢) في «العقد الثمين» (٥/ ٢٦٨): (المقبرة ماملاّ)، وفي «التحفة اللطيفة» (١/ ٣٧٩): (بمقبرة مانلا).
(٣) «السلوك» (٢/ ٤٦٩)، و «طراز أعلام الزمان» (٣/ ٢٠٣)، و «تحفة الزمن» (٢/ ٤٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>