ويقال: مولى لعبد الله بن غطفان، وهو والد سهيل بن أبي صالح.
سمع سعد بن أبي وقاص، وابن عمر، وابن عباس، وجابرا وغيرهم من الصحابة والتابعين.
وروى عنه عطاء بن أبي رباح، ومحمد ابن سيرين في خلق من التابعين.
واتفقوا على توثيقه وجلالته، وشهد الدار زمن عثمان.
وتوفي بالمدينة سنة إحدى ومائة.
٥٠٨ - [يزيد بن المهلب بن أبي صفرة](١)
يزيد بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي أمير العراق لسليمان بن عبد الملك، فاستفتح جرجان وكان قد غلب عليها الخزر، وصالح الأصبهبذ على ألفي ألف درهم، وفتح دهستان، وكتب إلى سليمان: أنه قد صار عنده من الخمس بعد أن أوصل إلى كل ذي حق حقه ستة آلاف ألف، فأشار عليه أصحابه ألاّ يسمي مبلغا، فأبى لثقته برأي سليمان، وأنه يخليها له، فثبتت في الديوان، ومات سليمان فطالبه بها عمر بن عبد العزيز، وحبسه وطاف به في جبة صوف بعد أن ضربه أسواطا، وأراد نفيه إلى جزيرة دهلك، ثم رده إلى السجن، فلما توفي عمر .. أخرجه خواصه من السجن، فوثب على البصرة وفر منه عاملها عدي بن أرطاة الفزاري، ونصب يزيد رايات سوداء، وتسمى بالقحطاني، وقال: أدعوا إلى سيرة عمر بن الخطاب، فوجه إليه يزيد بن عبد الملك أخاه مسلمة بن عبد الملك وولاه العراق، فالتقى هو ويزيد بن المهلب بالعقر من أرض بابل، فقتل ابن المهلب، وانهزم جيشه في صفر سنة اثنتين ومائة.
وكان كثير الغزو والفتوح، جوادا ممدحا، وكان الحجاج قبل ذلك في ولاية الحجاج على العراق قد قبض على يزيد قبل ذلك، فأخذه بسوء العذاب، فسأله أن يخفف عنه العذاب على أن يعطيه كل يوم مائة ألف درهم، فإن أداها .. وإلا عذبه في الليل، فجمع له
(١) «تاريخ الطبري» (٦/ ٥٩٠)، و «المنتظم» (٤/ ٥٤٩)، و «الكامل في التاريخ» (٤/ ١٣٠)، و «وفيات الأعيان» (٦/ ٢٧٨)، و «سير أعلام النبلاء» (٤/ ٥٠٣)، و «العبر» (١/ ١٢٤)، و «مرآة الجنان» (١/ ٢١٢)، و «البداية والنهاية» (٩/ ٢٥٧)، و «شذرات الذهب» (٢/ ١٧).