للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطبري، والمعمر ركن الدين أيوب بن نعمة النابلسي ثم الدمشقي الكحال.

وفي المحرم منها: حصل الصلح بين المجاهد والظاهر، وما زال حال الظاهر يضعف، وحال المجاهد يستفحل.

وفي شهر ربيع الآخر منها: نزل شيء يشبه الرماد في عدة نواح من اليمن، وذلك ببلد ذبحان وما يقاربها، وربما كان ذلك بلحج وعدن (١).

وفي أواخر صفر منها: حصل في تعز وزبيد ونواحيهما مرض غريب، وهو زكام وسعال شديد ونواغز في الجنوب (٢)، فهلك منه خلق كثير، وكانوا يسمونه: بدور، وكانت تلك السنة تسمى: سنة بدور (٣).

قال الخزرجي: وأخبرني من أثق به أن الخطيب صعد المنبر في جمعة في جامع زبيد في تلك المدة وخطب، فلم يسمعه أحد، ولا عرف ما يقول؛ لكثرة سعال الناس وتواتره، وأنه لم يسلم منه من الناس إلا قليل منهم، وكانت إقامته نحو شهرين، وكان القادمون من البلاد البعيدة إذا سئلوا عن هذا المرض .. أجابوا بأنه موجود في كل بلد من التهائم والجبال.

***

[السنة الحادية والثلاثون]

فيها: وصل إلى بلاد حلب نهر الساجور بعد غرامة كبيرة، وحفر زمن طويل في جريانه (٤).

وفيها: مات ببلاد المغرب سلطانها أبو سعيد عثمان بن يعقوب بن عبد الحق المريني، وقاضي القضاة أحمد بن محمد ابن القلانسي.

وفيها: الأمير الكبير نائب السلطان أرغون، وقاضي الحنابلة عزّ الدين، وعزّ الدين إبراهيم ابن العجمي.

***


(١) «السلوك» (٢/ ٦١٨).
(٢) النغزة: اسم لما يصيب الإنسان من ألم في جوفه.
(٣) «السلوك» (٢/ ٦١٨)، و «طراز أعلام الزمن» (٢/ ٢٦١).
(٤) «ذيل العبر» للذهبي (ص ١٦٦)، و «دول الإسلام» (٢/ ٢٧٤)، و «مرآة الجنان» (٤/ ٢٨٣)، و «شذرات الذهب» (٨/ ١٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>