للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[السنة الخامسة عشرة]

: فيها: وقعة اليرموك، كان المسلمون ثلاثين ألفا، وأميرهم خالد بن الوليد من قبل أبي عبيدة ابن الجراح، والروم أزيد من مائة ألف قد سلسلوا الخمسة والستة؛ لئلا يفروا، فداستهم الخيل، وقيل: كان المسلمون أربعين أو خمسين ألفا، والروم ألف ألف مع أربعة من ملوكهم، والرماة منهم مائة ألف، وجبلة بن الأيهم ملك غسّان معهم بعد ما ارتد-والعياذ بالله-هو وقومه من العرب لحقوا بهم، فصدّروهم لقتال المسلمين، وقالوا: أنتم تلقون بني عمكم من العرب، فإن كفيتموناهم، وإلا ..

لقيناهم، فتقدم العرب نحو المسلمين وهم ستون ألفا، فانتقى خالد من قبائل العرب ستين، فقاتلهم يوما كاملا نصر الله الستين من المسلمين عليهم، فهزموهم وقتلوهم حتى لم ينج منهم إلا القليل، وهرب جبلة بن الأيهم، ثم التقى المسلمون بالروم مرة أخرى حتى أبادوهم بالقتل، وهرب البقية من تحت الليل، وظهر هناك نجدة جماعة من الصحابة منهم: الزبير، والفضل بن العباس، وخالد بن الوليد، وعبد الرحمن بن أبي بكر، واستشهد جماعة من المسلمين منهم: عكرمة بن أبي جهل وعياش بن أبي ربيعة المخزوميان، وعبد الرحمن بن العوام أخو الزبير، وعامر بن أبي وقاص أخو سعد.

وفي شوال منها: كانت وقعة القادسية بالعراق، وقيل: كانت في سنة ست عشرة، وأمير المؤمنين يومئذ سعد بن أبي وقاص، ورأس المجوس رستم ومعه الجالينوس وذو الحاجب، وكان المسلمون سبعة آلاف، والمجوس ستون ألفا، وقيل: سبعون، وقيل:

أربعون، ومعهم سبعون فيلا، فحصرهم المسلمون في المدائن، وقتلوا رءوسهم الثلاثة المذكورين وغيرهم، واستشهد في الوقعة: ابن أم مكتوم الأعمى المؤذن، وأبو زيد الأنصاري، واسمه: سعيد بن عبيد.

وفيها: افتتحت الأردن عنوة إلا طبرية؛ فإنها فتحت صلحا.

وفيها: توفي سعد بن عبادة سيد الخزرج، كما في «تاريخ اليافعي» وغيره (١).

***

[السنة السادسة عشرة]

: فيها: فتحت حلب وأنطاكية صلحا.

وفيها: مصّر سعد بن أبي وقاص الكوفة.

وفيها: فتح أبو عبيدة الجابية، وخرج عمر من المدينة إليها، وحضر فتح بيت


(١) انظر «مرآة الجنان» (١/ ٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>