للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال عمارة: وهمّ المفضل أن يغدر بهم ويأخذ الأمر لنفسه، فبينا هو على هذا العزم ..

وصله العلم بأن التّعكر قد أخذه جماعة من الفقهاء واستولوا عليه، فخرج المفضل من زبيد يريد التّعكر لا يلوي على شيء، فاستقر الأمر في التهائم لمنصور بن فاتك بن جياش ولعبيد أبيه، فكان من أولاد فاتك الأمراء، ومن عبيده الوزراء.

فلما توفي منصور .. ولي الأمر بعده ابنه فاتك بن منصور بن فاتك بن جياش الآتي ذكره في العشرين الثانية (١).

٢١٤٨ - [أنيس الفاتكي] (٢)

أنيس-بضم الهمزة، وفتح النون، وسكون المثناة من تحت، ثم سين مهملة-ابن عبد الله الفاتكي الجزلي الحبشي أبو السرور.

أول من ولي الوزارة من عبيد فاتك بن جياش صاحب زبيد.

وكان شجاعا جوادا، جبارا غشوما، له في العرب وقعات، تحاموا زبيد من أجلها، ثم طغى، وعمل لنفسه مظلة للركوب، وضرب لنفسه سكة، وهمّ أن يفتك بمولاه المنصور بن فاتك، فاشتهر الأمر من ندمائه لعبيد فاتك، فدبروا في قتله، فعمل منصور بن فاتك وليمة في قصر الإمارة، واستدعى وجوه دولته، ومنهم أنيس المذكور، فلما صار عنده .. قبض عليه، وأمر بقتله في الحال، فقتل، واستصفى أمواله.

ومن جملة ما صار إليه بالابتياع من ورثة أنيس جاريته علم، وهي أم ولده فاتك بن منصور، وكانت امرأة صالحة، عفيفة، كثيرة الخير.

ولم أتحقق وفاة أنيس، وإنما ذكرته هنا؛ لأنه كان موجودا في أيام منصور بن فاتك بن جياش، والله سبحانه وتعالى أعلم (٣).


(١) انظر (٤/ ١٣٥).
(٢) «السلوك» (٢/ ٥٠٨)، و «بهجة الزمن» (ص ٩٧)، و «طراز أعلام الزمن» (١/ ٢٤٦)، و «تحفة الزمن» (٢/ ٤٦١)، و «بغية المستفيد» (ص ٦٧).
(٣) في «السلوك» (٢/ ٥٠٨) و «تحفة الزمن» (٢/ ٤٦١) و «الفضل المزيد» (ص ٦٧): توفي سنة (٧١٥ هـ‍).

<<  <  ج: ص:  >  >>