للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[السنة السادسة بعد الثلاث مائة]

فيها-أو قبلها-: أمرت أم المقتدر في أمور الأمة ونهت؛ لركاكة حال ابنها؛ فإنه لم يركب للناس ظاهرا منذ استخلف إلى سنة إحدى وثلاث مائة، ثم ولى ابنه عليا إمرة مصر، وهو ابن أربع سنين، وهذا من الوهن والخلل الذي دخل على الأمة، ولما كان في السنة المذكورة .. أمرت أمه القهرمانة أن تجلس للمظالم، وتنظر في القصص كل جمعة بحضرة القضاة، وكانت تبرز التواقيع عليها خطها.

وفيها: أقبل القائم محمد بن المهدي صاحب المغرب في جيوشه، فأخذ الإسكندرية وأكثر الصعيد ثم رجع.

وفيها: توفي الباز الأشهب على خصوم المذهب الإمام أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج المشهور، والإمام أبو الحسن منصور بن إسماعيل بن عمر التميمي الضرير المصري الشافعي، والشيخ الكبير أبو عبد الله بن الجلاّء أحمد بن يحيى من أجلّ مشايخ الصوفية، والإمام الحافظ أبو محمد عبدان بن أحمد الأهوازي الجواليقي، وأحمد بن الحسن الصوفي.

وفيها: قبض على الوزير أبي الحسن بن الفرات، وهي النكبة الثانية، واستوزر حامد بن العباس، وهو ابن خمس وثمانين سنة، وكان حينئذ ضامن واسط وأعمالها، ودخل بغداد ومعه أربع مائة غلام يحملون السلاح، منهم جماعة يجرون مجرى القواد وأكابر أصحاب السلطان، وكان فيه نقص وحدة وطيش، فثقل أمره على المقتدر، فاستناب له علي بن عيسى بن الجراح، وجعل الحكم له، وبلغ من طيش حامد أنه أحضر ابن الفرات ليناظره، فأمر بنتف لحيته، ثم نهض إليه فجذب لحيته بيده.

وفيها: قتل الحسين بن حمدان.

***

[السنة السابعة بعد الثلاث مائة]

فيها: توفي أبو يعلى الموصلي التميمي صاحب «المسند»، والحافظ الكبير أبو بكر محمد بن هارون الروياني صاحب «المسند» أيضا، والحافظ زكريا الساجي، وابن ذريح العكبري، والهيثم بن خلف.


(٥) - «الكامل في التاريخ» (٦/ ٦٣٧)، وذكر قولا أنه أنهاه سنة (٣٠٣ هـ‍)، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>