للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦٧٩ - [أبو العباس السفاح] (١)

عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس الهاشمي أبو العباس السفاح أول خلفاء بني العباس.

ولد سنة أربع-وقيل: ثمان-ومائة بالحميمة من أرض البلقاء، وبويع له بالخلافة لأربع عشرة ليلة مضت من ربيع الأول-وقيل: الآخر، وقيل: في جمادى-من سنة اثنتين وثلاثين ومائة.

وتوفي في ذي الحجة-أو في ذي القعدة-سنة ست وثلاثين بالأنبار من جدري أصابه- وقيل: مات بالحمة، فمدة ولايته أربع سنين وثمانية أشهر-وعمره اثنان وثلاثون سنة، وقيل غير ذلك.

وحصل عنده البردة بردة النبي صلّى الله عليه وسلم وقضيبه ومخصرته.

قيل: هي البردة التي أعطاها صلّى الله عليه وسلم زهيرا، فاشتراها أبو العباس من ولده.

وأما القضيب والمخصرة: فإن مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية دفنهما كيلا يصلا إلى أحد بعده، فلما قتله عامر بن إسماعيل .. أخذ غلاما لمروان خصيا فأراد قتله، فقال لهم: إن قتلتموني .. فقدتم ميراث النبي صلّى الله عليه وسلم، اتبعوني فاتبعوه، فأخرجهم إلى موضع رمل، فقال: اكشفوا فكشفوا؛ فإذا القضيب والمخصرة اللذين دفنهما مروان، فأرسل بهما عامر إلى أبي العباس.

وأم السفاح ريطة بنت عبيد الله بن عبد الله من ذرية الحارث بن مالك بن ربيعة؛ ولذلك يقال للسفاح: ابن الحارثية، وكان بنو أمية يمنعون بني هاشم من نكاح الحارثيات؛ لما كانوا يرون أن زوال ملكهم على يد ابن الحارثية، فلما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة ..

أتاه محمد بن علي والد السفاح وقال له: أردت أن أتزوج ابنة خالي من بني الحارث، أفتأذن لي؟ قال: تزوج من شئت، فتزوج ريطة المذكورة، فأولدها السفاح.


(١) «تاريخ الطبري» (٧/ ٤٢١)، و «سير أعلام النبلاء» (٦/ ٧٧)، و «تاريخ الإسلام» (٨/ ٤٦٦)، و «الوافي بالوفيات» (١٧/ ٤٣١)، و «مرآة الجنان» (١/ ٢٨٤)، و «تاريخ الخلفاء» (ص ٣٠٤)، و «شذرات الذهب» (٢/ ١٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>