للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[السنة السادسة والعشرون]

فيها: أخلى الكامل بيت المقدس، وسلمه إلى ملك الفرنج، نعوذ بالله من سخط الله، وانتهاك شعائر الله، وموالاة أعداء الله، ثم أتبع ذلك بحصار دمشق وإيذاء الرعية، وجرت بين عسكره وعسكر الناصر حروب، وقتل جماعة في غير سبيل الله تعالى، ووقع النهب في الغوطة والحواضر، وأحرقت الخانات والخوانق، ودام الحصار أشهرا، ثم اصطلحوا في شعبان، ورضي الناصر بالكرك ونابلس فقط، ثم دخل الكامل، وبعث جيشه يحاصرون حماة، ثم سلم دمشق بعد شهر إلى أخيه الأشرف، فأعطاه الأشرف حران والرقة والرها وغير ذلك، فتوجه إلى الشرق ليتسلم ذلك، ثم حاصر الأشرف بعلبك، فأخذها من الأمجد (١).

وفيها: توفي مسند الشام أبو القاسم شمس الدين الحسين بن هبة الله بن محفوظ التغلبي الدمشقي، وأمة الله بنت أحمد بن عبد الله الآبنوسي، وياقوت الرومي الحموي، والملك المسعود بن الكامل.

***

[السنة السابعة والعشرون]

فيها: حاصر جلال الدين بن خوارزم شاه هو والخوارزمية خلاط، وقد كان حاصرها من قبل أربع مرات هذه خامستها، ففتح له بعض الأمراء بابا؛ لشدة القحط على أهلها، وحلف لهم جلال الدين وغدر، وعمل أصحابه بها كما يعمل التتار من القتل، ثم رفعوا السيف وأخذوا في المصادرة والتعذيب، وخاف أهل الشام وغيرهم من الخوارزمية، وعرفوا أنهم إن ملكوا .. أهلكوا، فاصطلح الأشرف وصاحب الروم علاء الدين، واتفقوا على حرب جلال الدين، وساروا، والتقوا في رمضان فكسروه كسرة شنيعة، واستباحوا عسكره، وهرب جلال الدين بأسوأ حال، فوصل إلى خلاط في سبعة أنفس، وقد قتلت أبطاله، وتمزقت رجاله، فأخذ حرمه وما خف حمله، وهرب إلى أذربيجان، ثم أرسل إلى الملك الأشرف في الصلح وذل، وأمنت خلاط، وشرعوا في إصلاحها (٢).


(١) «الكامل في التاريخ» (١٠/ ٤٣٤)، و «تاريخ الإسلام» (٤٥/ ٣٢)، و «العبر» (٥/ ١٠٤)، و «مرآة الجنان» (٤/ ٥٩)، و «البداية والنهاية» (١٣/ ١٤٤)، و «شذرات الذهب» (٧/ ٢٠٨).
(٢) «الكامل في التاريخ» (١٠/ ٤٤٠)، و «تاريخ الإسلام» (٣٦/ ٤٥ - ٤١)، و «العبر» (٥/ ١٠٧)، و «مرآة الجنان» -

<<  <  ج: ص:  >  >>