للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قراءتها، فمن وجده ذاكرا شكره، وبارك عليه، ووعده بالخير، وحثه على زيادة الاجتهاد.

وله مكارم أخلاق، وكرم طباع، قلّما قصده أحد إلا وواساه بما يليق به من نفسه أو جاهه مع الورع والعفة والتنزه عما يتهم به حكام عدن وغيرهم من المحاباة في الأحكام مع كثرة العبادة والصدقة.

وكان فيه حمية وعصبية، لما دخل الشمس البيلقاني إلى عدن .. آنسه وصحبه، وتتلمذ له، فقرأ عليه «وجيز الغزالي»، وكان البيلقاني أشعري العقيدة، والقاضي حنبليها، فلما ظهر للقاضي مخالفة البيلقاني له في العقيدة .. انشقت العصا بينهما، وقد ذكرنا ذلك في ترجمة الزكي البيلقاني في «التاريخ» المختص بالثغر (١).

وتوفي القاضي المذكور بعدن لاثنتي عشرة بقيت من صفر من سنة إحدى وتسعين وست مائة، ودفن بالقطيع في حياط ينسب إلى بيت الفارسي، وإلى جنب قبره قبور جماعة من الحكام الذين تولوا بعدن.

٣٣٧١ - [مجد الدين الطبري] (٢)

عبد الله بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن إبراهيم مجد الدين أبو محمد الطبري الشافعي، إمام المساجد الثلاثة.

ولد تاسع شهر رمضان سنة تسع وعشرين وست مائة بمكة.

وسمع بها من علي بن المقيّر «سنن أبي داود»، وسمع بها أيضا من ابن الجميزي، وابن منجال، وشعيب الزعفراني وغيرهم، ورحل إلى القاهرة، وسمع بها من الشيخ عزّ الدين بن عبد السلام، والحافظ رشيد الدين العطار (٣) وغيرهما، وبدمشق من ابن علان، وابن مسلمة وجماعة.

وخرج لنفسه جزءا عن جماعة من شيوخه.


(١) «تاريخ ثغر عدن» (٢/ ٨١).
(٢) «تاريخ الإسلام» (٥٢/ ١٢١)، و «معجم الشيوخ» (١/ ٣٣٤)، و «الوافي بالوفيات» (١٧/ ٥٨٦)، و «العقد الثمين» (٥/ ٢٦٧).
(٣) في «تاريخ الإسلام» (٥٢/ ١٢٢)، و «معجم الشيوخ» (١/ ٣٣٤)، و «الوافي بالوفيات» (١٧/ ٥٨٦): (ابن العطار)، وفي «العقد الثمين» (٥/ ٢٦٨): (ابن رشيد الدين العطار).

<<  <  ج: ص:  >  >>