للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

طلب .. جد، وإذا لعب .. أطمعك لعبه، وإذا رمته .. بعد عنك، وإذا جد فيما قصد له ..

آيسك من نفسه، قيل له: مثل من؟ قال: مثل جرير؛ حيث يقول إذا لعب: [من الكامل]

إن الذين غدوا بلبّك غادروا ... وشلا بعينك ما يزال معينا

غيّضن من عبراتهن وقلن لي ... ماذا لقيت من الهوى ولقينا

وقال حين جدّ: [من الكامل]

إن الذي حرم المكارم تغلبا ... جعل النبوة والخلافة فينا

مضر أبي وأبو الملوك فهل لكم ... يا خزر تغلب من أب كأبينا

هذا ابن عمي في دمشق خليفة ... لو شئت ساقكم إلي قطينا

أي: خدما وأتباعا، والخزر-بضم الخاء المعجمة وسكون الزاي-: جمع أخزر، وهو الذي في عينه صغر وضيق كما هو معروف في الترك، فكأنه نسبه إلى غير العرب.

ويقال: إن عبد الملك لما بلغه ذلك .. قال: ما زاد ابن كذا وكذا على أن جعلني شرطيا له، أما إنه لو قال: لو شاء ساقكم إلي قطينا .. لسقتهم إليه.

والأبيات المذكورة قالها جرير في هجاء الأخطل التغلبي، وكان بينه وبين جرير من المنافسة ما يكون بين الأقران المتعاصرين.

ولما بلغ جريرا وفاة الفرزدق .. بكى وقال: أما والله؛ إني لأعلم أني قليل البقاء بعده، ولقد كان نجمنا واحدا، وكل واحد منا مشغول بصاحبه، وقلما مات ضد إلا وتبعه صاحبه، وكان كما قال، فتوفي جرير باليمامة في رمضان سنة عشر ومائة بعد الفرزدق بأربعين يوما وقد نيف على ثمانين سنة.

٥٤٢ - [الفرزدق] (١)

الفرزدق الشاعر، واسمه: همام بن غالب، ويكنى: أبا الأخطل، ويرجع نسبه إلى مجاشع بن دارم، وأمه: ليلى بنت حابس، أخت الأقرع بن حابس وله ولأبيه مناقب مشهورة في الكرم.


(١) «طبقات فحول الشعراء» (٢/ ٢٩٨)، و «الأغاني» (٩/ ٣٦٧)، و «المنتظم» (٤/ ٦١٦)، و «وفيات الأعيان» (٦/ ٨٦)، و «سير أعلام النبلاء» (٤/ ٥٩٠)، و «تاريخ الإسلام» (٧/ ٢١١)، و «مرآة الجنان» (١/ ٢٣٨)، و «البداية والنهاية» (٩/ ٣١١)، و «النجوم الزاهرة» (١/ ٢٦٨)، و «شذرات الذهب» (٢/ ٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>