للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[السنة الخامسة والعشرون]

فيها: وصلت مراكب الهند شاحنة طعاما، فرخص السعر بعدن، وبلغ الزبدي ستة دنانير.

وفيها-أو في التي قبلها-: جهز الشيخ عامر بن عبد الملك جيشا كثيفا مقدمهم الشيخ عبد الملك بن محمد بن عبد الملك بن داود إلى رداع لمحاربة الشيخ أحمد بن محمد بن عامر بن طاهر، فالتقى الجمعان، وانهزم عسكر الشيخ أحمد بن محمد، ونجا هو بنفسه، وتحصن بحصن رداع، ونهبت العسكر رداع، وقطعوا ثمارها؛ من العنب وغيره، ورجعوا إلى المقرانة، ثم إن الشيخ أحمد بن محمد بن عامر اصطلح هو والشيخ عامر بن عبد الملك، ودخل في طاعة الشيخ عامر، ووصل إلى المقرانة، فأكرمه الشيخ عامر بن عبد الملك (١).

وفي آخر رمضان: توفي الشيخ عامر بن عبد الملك فجأة، وذلك أنه صلّى العشاء والتراويح، وسمر مع خواصه، منهم الشريف عبد الرحمن بن حسين بن عبد الله بن أبي بكر باعلوي، ثم خرج السمار من عنده، ونام، فأصبح ميتا، فأسف عليه الجند كثيرا لكرمه، واتهم الشريف عبد الرحمن المذكور بأنه سمّه، فوثب شخص من الجند بندقاني يعرف بالحسيني فقتل الشريف عبد الرحمن المذكور.

ثم اتفق الجند بالمقرانة على تولية الشيخ أحمد بن محمد بن عامر، فبايعه النقيب عبد النبي، والفقيه علي النظاري، وبقية الجند والعسكر والعبيد، واتفقت الكلمة عليه.

ولما بلغ الخبر الأمير مرجان بعدن .. لم تطب نفسه بمبايعته، ولام صهره عبد النبي على إقدامه على ذلك ولم يمكنه في الظاهر إلا موافقة الجماعة، فأمر خطيب عدن بأن يخطب للشيخ أحمد بن محمد المذكور، ونفذ خطوطه وأوامره.

ولما بويع الشيخ أحمد بن محمد المذكور بالمقرانة، وبايعه العبيد والعسكر .. ارتاب منه الشيخ عبد الملك بن محمد بن عبد الملك لما قد سلف منه من نهب رداع، وكان إذ ذاك بجبن، فخرج منها مستخفيا حتى وصل لحج ليس معه إلا غلامين أو ثلاثة من أصحابه، واستجار بالأمير مرجان من الشيخ أحمد بن محمد، فأجاره وحماه، وكتب إلى الشيخ أحمد بن محمد بذلك، فأمضى جواره (٢).


(١) «تاريخ الشحر» (ص ١٣٧).
(٢) «تاريخ الشحر» (ص ١٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>