للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان جياش شاعرا فصيحا، أديبا بليغا مترسلا، ومن شعره: [من الطويل]

إذا كان حلم المرء عون عدوه ... عليه فإن الجهل أبقى وأروح

وفي الصفح ضعف والعقوبة قوة ... إذا كنت تعفو عن كثير وتصفح

ومنه: [من الوافر]

تذوب من الحيا خجلا بلحظي ... كما قد ذبت من نظري إليكا

أهابك ملء صدري إذ فؤادي ... بجملته أسير في يديكا

ومن مصنفاته كتاب «المفيد في أخبار زبيد» ويعرف ب‍ «مفيد جياش»؛ لئلا يلتبس ب‍ «مفيد عمارة»، وهو عزيز الوجود، بل هو من قديم مفقود.

ولم يزل جياش واليا على زبيد إلى أن توفي في ذي الحجة سنة ثمان وتسعين وأربع مائة، وقيل: في رمضان سنة خمس مائة.

٢١١٣ - [زكريا بن شكيل] (١)

زكريا بن شكيل بن عبد الله البحري (٢)، نسبة إلى بطن من خولان يقال لهم: بنو بحر.

كان شاعرا فصيحا بليغا، حسن الشعر، جيد القريحة، وله في جياش بن نجاح قصائد حسنة، منها قوله: [من الطويل]

عظيم يهون الأعظمون لعزه ... فمطلبه من كل أمر عظيمه

تأخر من جاراه في حلبة العلا ... وقدّمه إقدامه وقديمه

كتائبه قبل الكتائب كتبه ... ويغنيك عن بطش الهزبر نئيمه

فلولاه لم يثبت على الحمد حاؤه ... ولا وصلت يوما إلى الدال ميمه

تميد قلوب العالمين وأرضهم ... إذا ما سرت أعلامه وعلومه

يبيح لعافيه كرائم ماله ... ويمنع من أن تستباح حريمه

وأحيا بلطف الرأي منه ومعظم ال‍ ... عطايا رجائي فاستقل رميمه

يشكك في إكرامه كل زائر ... ويسأل هذا جاره أو حميمه

ولم أقف على تاريخ وفاته، وإنما ذكرته هنا؛ لأنه كان موجودا في أيام جياش.


(١) «الوافي بالوفيات» (١٤/ ٢٠٥)، و «طراز أعلام الزمن» (١/ ٤٢٥).
(٢) كذا في «الوافي بالوفيات» (١٤/ ٢٠٥)، وفي «طراز أعلام الزمن» (١/ ٤٢٥): (بن عبد البحري).

<<  <  ج: ص:  >  >>